الترجمة الأكاديمية مُصطلح ينصَبُّ على نوعيَّات من الترجمة المتعلقة بالدراسات والمنتجات العلمية، ويتطلب ذلك النوع من الترجمات خبرات وتمرُّسًا لفترات زمنية طويلة، وجُهدًا كبيرًا من جانب المترجمين كي يصلوا للكفاءة المطلوبة في العمل، والخطأ في التراجم الأكاديمية قد يُوقع من يهمه الأمر في كثير من المشاكل، وعلى سبيل المثال في حالة كون الترجمة الأكاديمية تنصَبُّ على نص قانوني من اللغة الفرنسية للعربية، بهدف استخدام ذلك في بحث علمي، وفي حالة وجود سلبيات في النص المترجم، فقد يسبب ذلك انهيارًا لكامل المُعالجة للبحوث، ونحن نعلم حاجة الرسائل العلمية للدقة المُتناهية، والوضوح في الألفاظ المُستخدمة؛ حتى لا يتم تأويلها بصورة مغايرة لما يصبو إليه الباحث، وبالمثل المقالات والكتب العلمية والموسوعات والدوريات.
محتويات المقال:
- الفرق بين الترجمة الأكاديمية في الماضي والحاضر؟
- العناصر الواجب توافرها في المترجم الأكاديمي؟
- أنواع الترجمات الأكاديمية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الفرق بين الترجمة الأكاديمية في الماضي والحاضر؟
اختلفت الترجمة الأكاديمية بين الماضي والحاضر في كثير من الأوجُه:
- الانتشار: انتشرت الترجمة الأكاديمية على نطاق واسع في تلك الفترة، ويمكن أن نُوثِّق لذلك بداية منتصف القرن العشرين، مع ارتفاع الوتيرة اعتبارًا من الألفية الثالثة، والسبب الرئيسي في ذلك هو ما نعيشه من عولمة تكنولوجية، حيث أصبح من اليسير الاطلاع على المنتجات العلمية والأدبية وتداولها في مختلف أنحاء العالم؛ فنرى قاطني الدول العربية يستطيعون مُطالعة ما ينتجه أهل الصين من مؤلفات، ومن يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية يمكنه التَّعرُّف على منتجات من في الهند، والوسيلة الرئيسية في ذلك هو شبكة الإنترنت، فالعلم أصبح في المُتناول لمن يرغب في ذلك.
-
وسائل أداء الترجمة:
- تطوَّرت الوسائل المُستخدمة في تنفيذ الترجمة الأكاديمية، ونحن لا نقصد بذلك استخدام الترجمة الإلكترونية، ولكن المقصد هو إمكانية مُطالعة كثير من القواميس المُنتشرة على شبكة الإنترنت، وفي مجموعة لا حصر لها من اللغات، وفي القدم كان الاعتماد الأساسي على خبرات المترجم، والقواميس اللغوية، ويُوافقنا في ذلك الرأي من استخدموا قاموس المورد في الترجمة الإنجليزية، وإلياس في اللغة الفرنسية، وبالطبع فإن وجود مثل هذه القواميس على الشبكة العنكبوتية كان له أثره في توفير الوقت والجُهد، فبضغطة زر يمكن ترجمة مصطلح لعديد من المفاهيم، وفقًا للمقصد من ذلك المصطلح، وعلى حسب سياق النص الذي تتم ترجمته، بالإضافة إلى عنصر مهم آخر كان يفتقده من يعملون في الترجمة الأكاديمية ماضيًا، ويتمثل ذلك في تبادل الخبرات الذي كان يتم على نطاق ضيق؛ حيث نجد في هذه الفترة كثيرًا من المواقع والمُنتديات التي يشترك فيها المترجمون، ويمكن من خلال ذلك تلقي المساعدة من ذوي الخبرة والأكاديمية في حالة وجود أي عثرات يواجهها المترجم في عمله.
- الصعوبات التي يواجهها المترجم: ازدادت صعوبات الترجمة الأكاديمية في الوقت المعاصر، والسبب في ذلك هو اتساع نطاق العلوم والمعارف، فهناك الجديد في كل يوم، وعلى سبيل المثال كانت المنتجات العلمية والأدبية محدودة، وتقتصر على بعض المشهورين، أما الآن فلن نكون مُبالغين بقولنا إن هناك آلاف المصطلحات الأكاديمية التي تُضاف كل يوم في جميع الدول، وبالطبع يلزم لذلك مترجم ذكي، ولديه خبرات موسعة، بالإضافة إلى قُدرته على الاستنتاج والاستدلال، ومواكبة للمتغيرات التي نشهدها.
ما العناصر الواجب توافرها في المترجم الأكاديمي؟
- الدراسة التخصصية: ينبغي أن يكون المترجم الأكاديمي خريجَ إحدى الكليات المتخصصة في مجال الترجمة، وليس مجرد هاوٍ اكتسب علمه من خلال دورات، وذلك يُعَدُّ فارقًا في الممارسة والقابلية نحو لتطوير العمل، وتلك آفة كبيرة أصابت قطاع المترجمين في الوقت الراهن؛ فنجد كثيرًا من الأشخاص انخرطوا في مجال العمل الترجمي دون وجود دراسة جامعية، أو مؤهل أكاديمي، ومن ثم تظهر التراجم بصورة ركيكة، وفي بعض الأحيان نجد التراجم الأكاديمية مُفعمة بالسلبيات والأخطاء.
- الاطلاع واكتساب الجديد: إن الترجمة الأكاديمية تتطلب اطلاعًا بشكل مُوسَّع على المفاهيم والمصطلحات الأكاديمية، وفي مجالات شتى، وكلما اكتسب المترجم الأكاديمي الجديد، أصبح أكثر خبرة في ميدان عمله، وبما يجعله قادرًا على أداء أصعب المهام المُوكلة إليه.
- تجنُّب الترجمة الآلية (الإلكترونية): من بين السمات المهمة الواجب توافرها فيمن يقوم بمهام الترجمة الأكاديمية الابتعاد عن مواقع الترجمة الآلية؛ نظرًا لأن ترجمة النصوص التي تنجم عن ذلك مشوبة بالأخطاء، والمُحترفون يعلمون ذلك علم اليقين، حيث إن الخوارزميات الآلية لا تستطيع أن تصوغ، أو تُركِّب الجُمل بالصورة المطلوبة، وجُلُّ ما يمكن أن يستعين به المترجم الأكاديمي في مواقع الترجمة الآلية هو ترجمة كلمة، أو التَّعرُّف على الخيارات المرتبطة بمصطلح ما.
ما أنواع الترجمات الأكاديمية؟
يُوجد عديد من أنواع الترجمات الأكاديمية، ومن بينها:
- ترجمة البحوث العلمية: تأتي ترجمة البحوث العلمية في مقدمة أنواع الترجمات الأكاديمية، ويحتاج لذلك من ينتظمون في جهات الدراسات العُليا (ماجستير، أو دكتوراه)، ومتطلباتهم في ذلك متعددة، وعلى سبيل المثال يحتاج البعض لترجمة أبحاث أجنبية بصورة نصية، من أجل الاستعانة بها في مُعالجة مشكلة، أو سلبية علمية، والبعض يحتاجون لذلك بشكل جزئي، من أجل البناء وتركيب الجديد بناءً على نظريات علمية أو تطبيقية خارجية، وكذا فإن هناك حاجة بالنسبة لبعض الباحثين في ترجمة ملخصات البحث، حيث إن جميع الجهات البحثية تُلزم من ينفذون الأبحاث العلمية بكتابة ملخص للبحث باللغتين العربية والإنجليزية.
- الكتب العلمية: إن الحاجة لترجمة الكتب العلمية الأجنبية وبجميع تصنيفاتها أصبحت مُلحَّة في تلك الفترة؛ من أجل مُطالعة المُنجزات التي وصل إليها الآخرون، والسير على دربها، ولا يُوجد عيب في ذلك، وهو ما قامت به بالفعل دول الصف الأول في فترة ما من تاريخهم، فنجد على سبيل المثال قيام الولايات المتحدة أثناء فترة الحرب العالمية الثانية بترجمة مئات الكتب العلمية للدول الأخرى، ومن ثم ظهر التأثير فيما نراه من كيان عملاق يُسيطر على جميع الدول في تلك الفترة، وبالمثل فعلت روسيا ذلك، وكذا فرنسا، وإنجلترا، وغيرهم
-
المقالات العلمية:
- تختلف المقالة العلمية عن الكتب والروايات الكلاسيكية من حيث المحتوى وطريقة التنفيذ، فهي عبارة عن موضوع مُركَّز ومُختصر من حيث الجوانب، وينصَبُّ على تخصص معين، وقد يكون المقال عبارة عن بحث، ولكن بصورة مُوجزة، وبالطبع فإن هناك حاجة لترجمة تلك المقالات؛ من أجل المعرفة واكتساب خبرات جديدة في ميدان معين بوجه عام، أو لدراستها وإدماجها في بحوث ورسائل علمية، ويلزم ذلك ترجمة أكاديمية احترافية.
-
ترجمة خطابات الغرض من الدراسة في الخارج:
- كثير من الطلاب الطموحين يرغبون في التوجه للدراسة الجامعية، أو الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه في دولة خارجية، ومن بين الإجراءات الرسمية الواجب اتباعها تقديم خطاب يُوضِّح فيه الباحث سبب توجُّهه لدراسة تخصص معين بجامعة خارجية، وينبغي أن يقنع الراغبون في الدراسة من يُطالعون أو يفحصون ذلك الخطاب بمبرراتهم التي يسوقونها، وإجراءات تنفيذ الخطاب تبدأ بتوضيح البيانات الشخصية، والخبرات العملية إن وُجدت، وفي حالة وجود أي إنجازات سابقة على المستوى العلمي يجب أن تضمن في الخطاب، وكذا أبرز التقديرات المادية والمعنوية التي تم الحصول عليها، وكذا الطموحات على الجانب العلمي، وبالطبع ينبغي سوق ذلك بطريقة منهجية، ويمكن أن يقوم المترجم الأكاديمي المُحترف بتلك المهمة على الوجه الأكمل، وداعمه في ذلك خبراته السابقة في صياغة خطابات الغرض من الدراسة في الخارج.
يوفر موقع بيكسلز سيو خدمات الترجمة الأكاديمية المنهجية بجميع تصنيفاتها، وفي كثير من اللغات.