تحدَّثنا قبل ذلك في مقالات سابقة عن بعض أنواع المقالات، وأن لكل مقالة أسلوبًا وطريقة عرض مختلفة عن الأخرى، وحديثنا اليوم هو عن المقال الاجتماعي وكيفية كتابة مقال اجتماعي بشكل مناسب، والمقال الاجتماعي يهتم بدراسة موضوع اجتماعي يهم المجتمع، وربما يكون حوله جدل واسع بين العامة، ويمكن أن يكون الموضوع مرتبطًا بقضية معاصرة اجتماعية ويهدف المقال وقتها إلى عرض حلول لتلك القضية، فربما يهدف المقال إلى دراسة حالة قضية تعليمية أو حل مشكلة موضوع مرتبط بصحة الإنسان، وأيضًا ربما يكون من ضمن أهداف كتابة المقال الاجتماعي رفع الظلم عن فئة معينة من المجتمع والدفاع عنهم.
يساعد علم الاجتماع الكاتب على كتابة المقالة الاجتماعية بشكل صحيح، إذ إن علم الاجتماع يقوم بتفسير ظواهر المجتمع المحيطة بالأفراد بطريقة علمية ومنطقية، حيث يعتبر علم الاجتماع من الأساسيات الهامة التي تساعد الكاتب في صياغة المقال الاجتماعي، وهذا العلم ربما لم يحل مشاكل بعينها ويبحث الكاتب عن بعض الحلول البديلة التي تساهم في ارتقاء أفراد المجتمع.
المقال الاجتماعي له عدة خصائص هامَّة:
-
واقع المجتمع:
المقال الاجتماعي يشرح بشكل كبير واقع المجتمع ويعرض المميزات والعيوب التي تواجه أفراد المجتمع، ولا يتحدَّث المقال الاجتماعي عن إحدى القضايا الأدبية أو العلمية، ولكن القضايا التي تمسُّ أفراد المجتمع والواقع الذي يعيش فيه الأفراد والمشاكل التي تلحق بهم، فالمقال الاجتماعي إمَّا كلام مؤيد لظروف المجتمع، وإمَّا معارض للواقع الذي يصطدم به أفراد المجتمع، وحينئذٍ يسرد الكاتب حلولًا للمشكلة.
-
توجيه الأنظار للقضية المطروحة:
ربما يكون سبب كتابة المقال الاجتماعي توجيه الأنظار ولفت الانتباه تجاه قضية محددة لم تلقَ اهتمامًا من قبل أفراد المجتمع، فضلًا عن المسؤولين، ووقتها يخط الكاتب خطوطه ليقوم بتقريب وإيصال الفكرة للمجتمع ككل.
-
أمثلة حيَّة:
في هذا الموضع يجب أن يذكر كاتب المقال الاجتماعي أمثلةً تخصُّ القضية المطروحة قد عاش فيها الناس في المجتمع وأفراد المجتمع بالفعل بحاجةٍ إلى حل لهذه المشكلة، وفي حقيقة أغلب القضايا الاجتماعية المطروحة هي في الأساس مشكلة تواجه أفراد المجتمع ويبحثون عن حلولٍ لها.
-
مخاطبة فئة عريضة من أفراد المجتمع:
لا بُدَّ أن يعي الكاتب جيدًا عند كتابة مقال اجتماعي أنه يخاطب فئة عريضة ومختلفة من أفراد المجتمع، فيخاطب جميع طبقات المجتمع بداية من الطبقات الفقيرة إلى الطبقات الغنية بالإضافة إلى تنوع الفئة العمرية، فهو يخاطب جميع الأعمار بداية من 16 عامًا تقريبًا إلى 60 عامًا أو أكثر.
مرحلة إعداد كتابة المقال:
يقوم الكاتب وقتها في تجميع فكرة المقالة الاجتماعية والفئة المستهدفة والقضية المُراد التحدُّث عنها والمصادر التي يبني من خلالها الكاتب صياغة المقال وجميع المعلومات المتوفرة عنها وبعد وضع كافة المعايير والأسس يكون وقتها الكاتب جاهزًا لكتابة المقال الاجتماعي.
البدء في مرحلة كتابة المقالة:
يبدأ الكاتب أولًا في فكرة عنوان المقال الاجتماعي، فيجب أن يختار عنوانًا مناسبًا للموضوع المطروح وبعدها يبدأ الكاتب في كتابة مقدمة للمقالة يوضح فيها عن ماذا سيتحدث ثم مضمون المقالة ويسرد فيها الكاتب حيثيات الموضوع أو القضية الاجتماعية المُراد التحدُّث عنها، ويسرد الكاتب أفكاره من خلال عدة فقرات، ولكل فقرة فكرتها الخاصة، أمَّا عن ترابط الأفكار وتسلسل الأحداث فيجب على الكاتب الانتباه لها لأهميتها القصوى.
مرحلة الانتهاء من المقالة:
وهي آخر مرحلة يتم فيها تلخيص الأحداث والأفكار المراد توصيلها للناس لكي تكون الخاتمة ملخصًا مفيدًا للقارئ، بالإضافة إلى مراجعة المقالة مراجعةً جيدةً للتأكُّد من خلوِّها من أي أخطاء إملائية ونحوية، وأيضًا للتأكُّد من تناسق الموضوع ككل.