من يعمل في مجال كتابة المُحتوى يجدر به أن يعلم أصول ونشأة الكتابة العربية، ومن الذي اخترعها؟ ومَنْ أول قبيلة تبنَّت الكتابة بالأبجدية؟ وما المراحل التي مرَّت بها الكتابة عبر التاريخ؟ كل هذه الأسئلة سوف نجيب عنها في هذه المقالة، فتابعونا.
اختلف العلماء على نشأة كتابة نصوص في العصور الأولى، فمنهم من يقول إن أول حضارة استخدمت الكتابة هم المصريون القدماء من خلال اللغة الهيروغليفية القديمة لديهم والمُتعارف عليها، وقد استخدموها لمدة تزيد على 3000 عام واستخدموها بشكل أساسي في النقوش الدينية الخاصة بهم، سواء كتابتها على المقابر والمعابد الخاصة بهم أو على أوراق البردي كما يقول البعض.
والبعض الآخر يقول إن أول حضارة قامت باستخدام الكتابة هي حضارة بلاد الرافدين في العراق ثم تبعتها مصر بفترة بسيطة، ويقال إنها كانت تُسمَّى الكتابة المسمارية، كما كانت تُسمَّى الكتابة عند المصريين القدماء الهيروغليفية، وقد أكدوا ذلك الأمر لأنهم وجدوا كما يقول البعض عدة ألواح طينية منقوش عليها بداخل بعض الحفريات القديمة، والتي وجدت في جنوب العراق.
المراحل التي مرَّت بها الكتابة:
مرَّت الكتابة بعدَّة مراحل حتى وصلت إلى الصورة الأبجدية المُتعارف عليها الآن، فكانت في السابق على هيئة رسوم ونقوش وليست كتابة نصوص كما هو الحال الآن.
-
مرحلة الكتابة بالصور:
أول صورة من صور كتابة نصوص كانت بالصور، وهذا الأمر يعلمه أغلب الناس في حضارة مصر القديمة، والتي كانت ترسم صورًا على جدران المعابد والمقابر للتعبير عن شيء ما مثل تعريف ملك من الملوك أو توجيه رسالة لشخص ما، فمثلًا إذا أراد شخص كتابة كلمة ملك يرسم تاجًا، ورسمة السهام تدل على الحرب، وهكذا.
-
مرحلة تقطيع الصور:
وهذه المرحلة تُعتبر أولى بدايات مرحلة كتابة نصوص بالأبجدية، وهنا يعبر الإنسان عن كل حرف في الكلمة برسمة معينة بدلًا من أن تكون الكلمة عبارة عن رسمة، فمثلًا إذا أراد التعبير عن كلمة "حرب" فيكتب حرف الحاء مثلًا رسمة "حبوب"، وحرف الراء يرسم رسمة "رمح"، وحرف الباء يرسم رسمة "بيت"، ويقوم بتجميع الصور بجانب بعضها ثم تصبح كلمة.
-
مرحلة الحروف الأبجدية:
هنا بدأ الإنسان يكتب كل حرف مقابل صوت واحد، وهو المُتعارف عليه في الوقت الحالي لدى جميع الحضارات، ويقال إن أول من قاموا باستخدام الأبجدية هم "الفينقيون"، وأصلهم من بلاد الشام، ثم انتقلت الأبجدية إلى اليونان والإغريق، ثم إلى باقي حضارات دول العالم.
ما أصل الخط العربي؟
اختلفت وتعدَّدت الآراء في أصل الخط العربي والأبجدية العربية، فمنهم من قال إن أصل الخط العربي هو من الله عز وجل علمه لآدم -عليه السلام- وهذا هو الرأي الراجح عندي -والله أعلم- وآخرون يقولون إن الخط العربي مشتق من الخط الحميري الخاص بأهل اليمن، ورأي آخر يقول إن أول من وضع الخط العربي رجل يدعى "النضر بن كنانة"، وهو من قبيلة بني يخلد.
واتهم البعض بأن العرب وقت الجاهلية كانوا لا يعرفون الكتابة، ولكن كيف ذلك والرسول -صلى الله عليه وسلم- بُعث في أمة مشهورة ومعروفة بالفصاحة والبلاغة، وكانت معجزته -صلى الله عليه وسلم- هي القرآن الكريم، وأمر أحد الصحابة بكتابة القرآن الكريم.
كتابة نصوص اللغة لها أهمية قصوى سواء في العصور القديمة أو العصور الحديثة، وكما تطورت مراحل الكتابة تطورت أيضًا طُرُق عرض الكتابة في العصر الحديث وأصبحت سهلةً ومتوفرةً في كل مكان، فلا غنى لأي شخص عن القراءة والكتابة وإلا فلا يُعدُّ مثقفًا، فضلًا عن أنه لا يُعدُّ متعلمًا.