خدمات الترجمة الأدبية تلزم فئةً هامَّةً من الجمهور ممَّن يحتاجون لترجمة المُنتجات الفنية والثقافية، وذلك الجانب يُساعد في تبادُل الثقافات بين مختلف الدول بعضها البعض، فعلى سبيل المثال نجد المُنتج الأدبي الفرنسي في طليعة ما يتم تداوله في ميدان الآداب على مستوى العالم، ويليه المنتج الأدبي الروسي، والإنجليزي…. إلخ، ويجب ألا ننسى في خِضَمِّ ذلك الآداب العربية، والتي كانت محل اهتمام من جميع شعوب العالم، وخاصَّةً ما يتعلق بالعصر الجاهلي، وكذلك مرحلة صدر الإسلام، وفي الدولتين الأموية والعباسية فحدِّث ولا حرج عن النَّظم الأدبي الرائع، وعلى كل فإن نقل الثقافات مُتاح للجميع في الوقت الحالي؛ نظرًا لما نشهده من تطوُّر في وسائل مُطالعة كل ما هو مكتوب أو مُدوَّن، وعلى رأس ذلك شبكة الإنترنت، وسوف نستعرض من خلال موضوعنا جميع ما يتعلق بخدمات الترجمة الأدبية، في صورة سؤال وجواب.
ما مفهوم الترجمة الأدبية على النحو العام؟
الترجمة الأدبية نمط ترجمي يهتمُّ بنقل النصوص المتعلقة بالشعر والروايات والقصص والنثر من لغة تُسمَّى باللغة المصدر إلى لُغة مُغايرة، وتُعرف باسم اللغة المُستهدفة، وبالنسبة لمجتمعاتنا العربية؛ فمن المُعتاد أو الدَّارج أن تُسمَّى الترجمة الأدبية باسم اللغة المُترجم منها؛ فعلى سبيل المثال في حالة الترجمة الأدبية من الفرنسية للغة العربية فتُسمَّى بشكل مُختصر باسم “الترجمة الأدبية الفرنسية”، وكذا في حالة الترجمة الأدبية من الانجليزية للغة العربية فتُسمَّى بـ”الترجمة الأدبية الانجليزية“، وبالمثل الترجمة الأدبية الروسية، والترجمة الأدبية الإيطالية…. إلخ.
ما الفروع التي تنصبُّ عليها خدمات الترجمة الأدبية؟
ترجمة الروايات:
يندرج صنف ترجمة الروايات تحت خدمات الترجمة الأدبية، والتي تقدمها المواقع الإلكترونية، ويلزمها صياغة بشكل احترافي؛ تجعل من المُطالعين يستمتعون، وليس مجرد ترجمة للنصوص بصيغ حرفية؛ فالشعور بجمال الرواية مطلب هام للجمهور، ومن هذا المنطلق وجب على المترجم أن يتخلَّى عن نظاميته، ولو باليسير، ويتحرَّر من القيود المُصطلحية، بما لا يخلُّ بالمُجمل العام للرواية، والأهداف الرئيسية التي يمكن أن تُحقِّقها للإنسان.
ترجمة المقالات الأدبية:
تنتشر المقالات الأدبية في الصحف والمجلات الورقية، وكذلك يُمكن أن توجد في كثير من المواقع الأجنبية على شبكة الإنترنت، وهي محل اهتمام من جانب الأشخاص ذوي الصلة بالأدبيات، وبالتأكيد تشيع فيها القيم والمعاني السامية، والتي يُمكن أن تُغيِّر من مُجريات حياة البشر، وتُوجِّههم للفكر الإيجابي، وهي من ضمن خدمات الترجمة الأدبية، والتي تُولي لها مراكز أو مكاتب الترجمة اهتمامًا كبيرًا.
ترجمة القصص:
تنقسم القصص إلى نمطين رئيسيين، وهما القصص الحقيقية، والقصص الخيالية، وهناك تصنيفات أخرى من حيث الطول، ومن حيث المحتوى، والعناصر المكونة للقصة تتمثل في الأفكار، والأشخاص، والزمان، والمكان، والأحداث، والحوار، والبناء، والسرد… إلخ، ويجب على من يقدم خدمات الترجمة الأدبية في هذا الصنف أن يكون لديه المعلومات بذلك؛ حتى لا يسوق نصًّا مُرهَّلًا وغير متين.
ترجمة المسرحات:
تُعَدُّ المسرحيات من بين الأنماط الأدبية الشهيرة على المستوى العالمي، وهي عبارة عن قصَّة بمختلف عناصرها، ويتم عرضها من خلال مجموعة أشخاص، وفي مكان يُعرف باسم المسرح، ولكل شخص دور، وهنا أدوار محورية، وأخرى ثانوية، ومن بين أنواع المسرحيات: المسرحة الكوميدية، والمسرحية التاريخية، والمسرحية الدينية، والمسرحة الدراماتيكية… إلخ، وتُعَدُّ ترجمة المسرحيات من بين ما يقدم عن طريق خدمات الترجمة الأدبية.
ترجمة الشعر:
الشعر هو الشعر في كل مكان وزمان، وبنو البشر ذوَّاقون، ويجدون في الشعر ضالَّتهم؛ من خلال توضيح الحالة الشعورية التي يعيشها الشاعر، والتي قد تنطبق على الأشخاص المُتلقِّين؛ وقد تكون حزنًا أو فرحًا أو غزلًا أو مدحًا… إلخ، ويلزم خدمات الترجمة الأدبية فيما يخصُّ الشعر شخص عالم بنظم الجُمل الشعرية، ويستطيع أن ينسج على درب النص الأصلي ما يروق لفئة الشعراء، وتُطالعنا النصوص الأجنبية بكثير من الجماليات، والتي يُمكن أن تكون محل اهتمام من الشعراء.
ما الفرق بين الترجمة الأدبية وغيرها من الترجمات الأخرى؟
هناك فرق شاسع بين الترجمة الأدبية وأنماط أو أنواع الترجمات الأخرى، وسوف نُوضِّح الفارق فيما يلي:
-
من حيث المضمون:
- تنصبُّ الترجمة الأدبية على المضمون الأدبي، وهو مُتشعِّب، ويُمكن أن نُجمله في القصص والروايات والمسرح والشعر والنثر، بينما الترجمات الأخرى قد تكون الترجمة لنصوص اجتماعية من واقع الحياة، أو لنصوص علمية (تقنية) تتضمن كثيرًا من المصطلحات الهندسية أو الطبيبة أو الفيزيائية أو الكيميائية، وبالمثل الترجمة الاقتصادية وما تحتويه من مقاييس ومُعادلات اقتصادية، وكذلك الترجمة الدينية، والتي ترتبط بالشرائع السماوية، وما تتضمَّنها من نصوص مُقدَّسة، وعلى حسب معتقدات كل فرد.
-
من حيث أسلوب الترجمة:
- تتطلَّب الترجمة الأدبية أسلوبًا مُغايرًا لباقي الأنواع، وتهتمُّ في المقام الأول بإبراز مواطن الجمال المنقولة من اللغات المصدر، وهذا يتطلَّب قاعدة عريضة يمتلكها المترجم الأدبي فيما يخصُّ الألفاظ والتراكيب، سواء في اللغة المصدر، أو اللغة المُستهدفة، وهي في الغالب اللغة العربية، ولا شك في أن لغتنا العربية غنية بمُحتواها الفريد؛ حيث تُوجد مُشتقَّات ومعانٍ لا حصر لها، لذا فهي تخدم المترجم بما فيه الكافية، ويتبقى دور المترجم في معرفة ثقافة المعاني، وكذا الحس والذوق الفني، وذلك على عكس الترجمات الأخرى التي لا تهتم بذلك، فعلى سبيل المثال نجد الترجمة الطبية تتم فقط بنقل المعنى الطبي، وقد يكون ذلك بشكل حرفي.
ما العناصر التي يجب أن تُوجد في القائمين على أعمال خدمات الترجمة الأدبية؟
-
شهادة جامعية أو أكاديمية عُليا في اللغة الأم:
- بالتأكيد يأتي في طليعة ما يجب أن يتوافر فيمن يقوم بخدمات الترجمة الأدبية؛ أن يكون حاصلًا على شهادة جامعية أو أكاديمية عُليا في اللغة المراد الترجمة منها، ولا يعني ذلك أن الأمر قد انتهى، حيث إن المترجم الأدبي وجب عليه مُطالعة كل جديد فيما يخصُّ الأعمال الأدبية الأجنبية، وذلك يُساعده في اكتساب الخبرات، وإنشاء نصوص قوية باللغة المترجم إليها.
-
المعرفة باللغة المُستهدفة أو المُترجم إليها:
- الصنف الأكبر من خدمات الترجمة الأدبية في وطننا العربي ينصبُّ على الترجمة من لغة أجنبية إلى العربية، أي إن الاختلاف يتعلَّق باللغة الأم؛ سواء اللغة الفرنسية، أو اللغة الإنجليزية، أو اللغة الألمانية، أو اللغة الإيطالية… إلخ، ولكن معرفة المترجم الأدبي يجب ألا تقتصر على اللغات المترجم منها، ويلزم لذلك علم بجميع قواعد اللغة المُستهدفة، فعلى سبيل المثال في حالة كون اللغة العربية هي المُستهدفة، فوجب دراسة قواعد النحو العربي، بالإضافة إلى العنصر الأهم، وهو دراسة وافية لآداب اللغة العربية من شعر وبلاغة وقصص… إلخ.
-
المُوازنة بين النص الأصلي والمترجم بما لا يخلُّ بالمحتوى:
- إن ما يمسُّ جماليات وصور وتشبيهات النصوص الأدبية هو ما يجب أن يشغل بال القائم بخدمات الترجمة الأدبية في المقام الأول، ولكن لا يعني ذلك سوق نصوص بعيدة عن الأصول، أي إن ذلك يتم بحساب، وقد يدخل التعريب من بين ما يمكن أن يتم الاهتمام، وذلك في حالة رغبة العُملاء بذلك، والهدف من أعمال التعريب هو عدم الإخلال بالمُحتوى الأساسي، وفي الوقت نفسه تأصيل الفكرة بأسماء وأماكن عربية؛ لتقريب وجهات النظر للقارئ العربي.
-
البُعد بشكل تام عن الترجمة الآلية:
- ينبغي على القائم بأعمال خدمات الترجمة الأدبية أن يكون بعيدًا كل البُعد عن الترجمة الإلكترونية، أو ترجمة المواقع، حيث إن ذلك لن يُؤدِّي إلا إلى فشل تام؛ نظرًا لأدائها السلبي، والمُحترفون على علم تام بذلك.
الوسوم: خدمات الترجمة الأدبية، الترجمة الأدبية، مكاتب الترجمة، الترجمة الإلكترونية، ترجمة المواقع،