الترجمة الأدبية أداة مهمة للتَّعرُّف على ثقافات ومفاهيم الشعوب الأخرى؛ وذلك من خلال المقالات الأدبية التي يتم نشرها، سواء في الكتب أو الصحف أو أيًا كانت وسيلة النشر، وتتنوع الأدبيات التي يمكن ترجمتها، فهناك النثر والشعر والقصص والروايات والمسرحيات… إلخ.
وكل نوع من الأنواع السابقة يلزم له خبرة وحرفية وإتقان؛ من أجل التعبير عن مضامين تلك الأدبيات، وعدم خروجها عن سياقها الذي طرحت من أجله، فالترجمة الأدبية علم وفن، علم يتمثل في الإلمام بجميع قواعد اللغة المراد نقل النص الأدبي منها، وفن يتمثل في إخراج النص وفقًا لمفاهيم الأدبيات وتحقيق المغزى منه.
ما طبيعة مفهوم الترجمة الأدبية؟
الترجمة الأدبية عبارة عن نقل للأدبيات الأجنبية، سواء القديمة أو الحديثة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، بهدف الاستزادة من ثقافات وأفكار الآخرين، وحبذا لو تمت الاستعانة بها في إخراج نماذج إيجابية حديثة من خلال المُحاكاة مع إضافة طابعنا العربي.
ما علاقة الترجمة الأدبية بالثقافة؟
العلاقة بين الترجمة الأدبية والثقافة علاقة طردية، فكلما ارتفعت وتيرة حركة الترجمة الأدبية زاد المخزون الثقافي للشعوب، وخصوصًا أن العالم في الوقت الحالي أصبح قرية صغيرة، وتبادل المعارف والثقافات في أوج نشاطه، ومن لم يتعرف على محتوى الآخر سوف يظل قابعًا في كهفه دون تطور.
ولم تعد الثقافة المحلية كافية للتعامل مع الغير، فكيف لي أن أدرك كيف يفكر شعب ما دون التعرف على ثقافته؟! غير أنه ينبغي أن تتم الترجمة الأدبية من خلال ما فرضه علينا ديننا من قيم، وما توارثناه من عادات وتقاليد حميدة، دون اشتقاق أنماط ونماذج غريبة علينا، تؤثر بالسلب على جنبات المجتمع وتماسكه. ♦ موضوع يهمك أيضًا: الترجمة القانونية
ما مشكلات الترجمة الأدبية؟
تتبلور جُل مشكلات أو صعوبات الترجمة الأدبية في محورين:
- المحور الأول:
هو الإلمام التام باللغة المترجم منها الأدبيات واللغة المترجم إليها، حيث إن الترجمة الأدبية من أصعب أنواع التراجم، نظرًا لتطلبها تفصيلات دقيقة للغاية في النص المطلوب ترجمته.
- المحور الثاني:
ويعد ذلك المحور من أبرز صعوبات الترجمة الأدبية، حيث ينبغي أن يتوافر في من يقوم بأعمال الترجمة الحس الإبداعي والفني، وخصوصًا في القصص الشخصية أو النصوص الشعرية أو النثريات، فينبغي أن يعيش المترجم ويتخيل الحالة العامة التي عاشها من قام بالكتابة، حتى يستطيع أن يمنح القارئ ما هدف إليه المؤلف الأصلي، ولكن من خلال اللغة الجديدة.
♦ نرشح لك قراءة: الترجمة المالية والاقتصادية
ما أنواع الترجمة الأدبية؟
يوجد العديد من تصنيفات الترجمة الأدبية، وسوف نوضح ذلك كما يلي:
-
أنواع الترجمة الأدبية حسب طبيعة المحتوى الأدبي:
يتنوع المحتوى الأدبي في كل بلدان العالم ويتمثل في القصص القصيرة أو الروايات طويلة أو المسرحيات أو النصوص نثرية أو الأشعار، ومن خلال ذلك فنجد الأدب الإنجليزية بقواعده الممنهجة، والأدب الفرنسي برُقيِّه، والأدب الأمريكي بعقلانيته…. إلخ.
♦ ننصحك أيضًا بقراءة: ترجمة النصوص الدينية
-
أنواع الترجمة الأدبية حسب طريقة الترجمة:
الترجمة الحرفية: وهي عبارة عن ترجمة الأدبيات الأجنبية بشكل حرفي كما هي دون أي تغييرات، وبنفس الترتيب الذي ساقه المؤلف في المحتوى الأصلي.
الترجمة بالمعنى: وفيها يضيف المترجم ما يتراءى له من معانٍ تُثري النص المترجم وتظهر الجماليات بصورة أكبر، ومن ثم تحقيق المُتعة والحبكات بالنسبة للقارئ، وسند من يعتمد على تلك الطريقة من الترجمة الأدبية هو أن الأدبيات بشكل عام خلقت للإمتاع البشري، ولا يكون ذلك إلا عن طريق الإتيان بمعانٍ تُثير انتباه القُرَّاء بلغتهم.
وفي رأينا المتواضع أنه ينبغي أن يسوق المترجم الأدبي ما يقوم به من تراجم على حسب نوعية المادة الأدبية التي يقوم بترجمتها، وسوف نوضح ذلك كما يلي:
- عند ترجمة القصص أو المسرحيات أو الروايات فمن المفضل أن تتم الترجمة الأدبية بشكل حرفي، وخصوصًا في ظل وجود أشخاص وأماكن من دول أخرى، وهم مؤثرون في طبيعة القصة وسياقها، ومن ثم وجب النقل بشكل حرفي ونصي.
- أما بالنسبة للأشعار والنثريات فقد يتطلب الأمر إثراء المعنى عند الترجمة وتوضيح التشبيهات والكنايات والاستعارات ومختلف أنواع الجماليات؛ من خلال بعض الإضافات الإبداعية من جانب المترجم، وخصوصًا في ظل توافر المعاني الجميلة في اللغة العربية، ولكن يجب أن يكون ذلك بشكل جزئي حتى لا يطغى ذلك على أصول الترجمة الأدبية المتعارف عليها.
لدى شركة بيكسلز سيو نُخبة من أمهر المترجمين، ولديهم باع طويل في الترجمة الأدبية بجميع تصنيفاتها، ويمكن التواصل معنا في حالة الرغبة في ذلك عبر منصَّتنا الإلكترونية.