خلال رحلة حياتنا كل يوم نرى عديدًا من الدعاية والإعلانات التي تقوم بالترويج لخدمات أو مُنتجات عالمية أو محلية، وقد تكون هذه الدعاية من خلال شبكة الإنترنت، أو من خلال التلفاز، أو حتى خلال رحلتنا اليومية إلى العمل، فيُوجد عديدٌ من الوسائل التي يُمكن لها أن تقوم بالترويج لأي شيء.
والواقع أن رغم تكرار مُشاهدة هذه الإعلانات وزيادة عددها، إلا أن هذا العدد الضخم منها نسبة قليلة منه فقط قد يستطيع إقناعنا به، مما يجعلنا نتَّخذ قرارًا بشراء السلعة أو الخدمة التي تمَّ الترويج لها، فهل تساءلت يومًا عزيزي القارئ عن العامل المُتحكم في اتِّخاذ قرار الشراء أو عدم الشراء؟
والإجابة عزيزي القارئ تكمن في أن هذا الإعلان الذي نجح واستطاع أن يجذب إليه الملايين، له أدوات لم يستخدمها إعلان آخر، مما جعله قليل التأثير على مَن يشاهده، وفي الغالب الإعلان غير المؤثر يستهدف فئة دون أخرى، مما يجعله يحقق نتائج بنسبة أقل في الإعلانات، ولا يستطيع أن ينشر العلامة التجارية التي يروج لها.
ولأن عمل الإعلانات فن لا يتقنه كثيرون لأنه صناعة لها أدواتها، فلا بد أن تكون أنت كصانع إعلان ملما بكل الأدوات التي تمكنك من عمل إعلان أو دعاية لخدمة أو مُنتج يُمكنه أن يجذب آلافًا، بل ملايين من المستخدمين، وفي السطور القادمة سوف نتعرف معا على الطرق السحرية التي تتمكن من خلالها من صنع إعلان ناجح يستهدف الملايين من العملاء حتى وإن كان الهدف الأصلي من الإعلان كان استهداف ألف عميل فقط، فتابع معنا.
خطأ شائع يقع فيه صانع الإعلان، وهو البحث عن امرأة تكون بطلة هذا الإعلان، وفي الغالب لا بد أن تكون هذه المرأة جذَّابة، وفي الوقت نفسه ليست مُحتشمة، ولكن في فنِّ صناعة الإعلانات أنت لست بحاجة أبدًا لوجود امرأة في إعلانك، وإنما أنت في حاجة إلى وضع أخلاقيات لإعلاناتك.
فأي إعلان يلعب على نقطة الجمال والأناقة للمرأة من المُمكن أن يُحقِّق نجاحًا، لكنه لن يستمر طويلًا، وسوف تفقد السلعة قيمتها، ويبقى فقط التعليق على مَن ظهر في الإعلان من قلَّة حياء.
اجعل لإعلانك قصَّة جذَّابة للمُستهدفين حتى يتمتَّع بالمصداقية:
إنَّ الإعلان المُباشر الذي يدعو العميل إلى الحصول على خدمة أو شراء مُنتج يبدو دائمًا غبيًّا ومُملًّا، لذلك أدركت الشركات العالمية للإعلانات هذه الحقيقة، وبدأت تصنع إعلانات تقدم المُنتج، أو تُروِّج لعلامة تجارية من خلال قصَّة، لا تتعجَّب عزيزي القارئ، فالقصَّة تستطيع أن تُقنع عديدًا من الناس بأن هذا المُنتج واقعي ومنطقي، وأن المُستهلك سوف يحصل على مميزات كثيرة.
وخير مثال على ذلك هو أن تتخيَّل بأنك تُريد أن تقوم بصُنع إعلان حول إحدى المؤسسات الإعلانية بهدف مُنافسة إعلانات أدسنس، والفكرة الوحيدة التي يُمكنك أن تلفت بها نظر المُستخدمين إليك هي أن تجعل هناك فيديو مُصوَّرًا لمجموعة من الأشخاص الذين يروون قصَّة نجاحهم وتحقيقهم أرباحًا عن طريق شركة الإعلانات الجديدة التي سوف تُنافس أدسنس.
وهذا بالفعل حدث مع أحد المُعلنين، الذي قام بعمل فيديو يشرح للناس، وبكل مصداقية أنه يُقدِّم خدمة متميزة في الإعلانات، من خلال قصص نجاح حقَّقها أصحابها لأنهم استخدموا خدمته الجديدة، مما جعل كل مَن شاهد هذا المقطع المصور أن يقوم بمُشاركته مع أصدقائه المهتمين بنفس المجال.
وفي الواقع أشار صاحب شركة الإعلانات الجديدة بأنه كان يستهدف من هذه الحملة عشرة آلاف مُستخدم فقط، ولكنه حصل على مليون مُستخدم دون أن يُضيف أي أموال إلى حملة الإعلانات، ومن هُنا ترى أن المصداقية كانت في قصص النجاح التي رواها أصحابها.
الإعلانات الحيَّة تصل إلى مشاعر وقلوب الجمهور:
قد ترى عزيزي القارئ إعلانًا مرئيًّا يقنعك كثيرًا بما يقدمه، فهل تساءلت يومًا عن السبب الذي جعله مؤثرًا دون غيره من الإعلانات الدعائية الأخرى، والتي لم تستطع أن تجعلك تتحرك تجاهها؟ والإجابة وضعها لنا مُتخصصو صناعة الإعلانات في العالم، وهي أن المشاعر لها دور مؤثر وقوي على المُستهلك.
فالمشاعر هي التي تُخاطب العقل والقلب معًا، وتُقنعك بأن هذه الخدمة أو المُنتج تحمل معها حلًّا لمشكلة تُعاني منها، لذلك يجب أن تشتريها، حتى وإن لم تملك هذا المال لشرائها، فسرعان ما سوف تتحرَّك لتقترض لشرائها، أو تقوم بجمع مال للحصول على المُنتج أو الخدمة.
إنه الاختراق الذي وصل إلى قلبك! ومن هذا نستنتج أن على أي فريق دعاية وإعلان أن يعمل على الوصول إلى قلب المُستهلك قبل جيبه!
اختيار فريق مُحترف لصُنع إعلانًا ناجحًا:
في مجال الدعاية والإعلان لا يُوجد مكان لأيِّ شخص غير موهوب، لذلك عليك إن كنت تريد عمل دعاية أو إعلان لخدمة أو سلعة القيام باختيار مجموعة عمل مُحترفة ومُبدعة، ولديهم أفكار غير تقليدية، أفكارٌ تجعل هناك إلهامًا للمُستهلكين، وتستطيع أن تلفت الانتباه لها، وكلمة احتراف لا تعني أن تكون مؤسسة إعلانية كبيرة تتلقَّى أموالًا باهظة لعمل إعلان.
ولكن ابحث عن شخص لديه جديد، لا يخاف من التجربة وغامر معه بالتجربة، فلن تخسر شيئًا، وعليك إن كنت من صُنَّاع الإعلانات أن تقوم بتطوير مهاراتك بشكل مستمر حتى تأتي بالفكرة المجنونة التي من المُمكن أن تجعل المُنتج يلفُّ العالم.
اجعل فريق الإعلانات مُنقسمًا للتَّسويق والتَّرويج:
إنَّ أغلب شركات ومؤسسات الدعاية والإعلان، سواء كانت كبيرة، أو صاعدة، اتَّجهت حاليًا، وهذا من خلال الحكمة والذكاء، إلى أن يكون قسم الإعلانات مُقسَّمًا لفريقين، الفريق الأوَّل تخصُّصه التَّسويق للخدمات والمُنتجات من خلال شبكات التَّواصُل الاجتماعي، وعمل الحملات عليها والقيام بالتَّعديل على هذه الحملات إن تطلَّب الأمر لذلك، وتقديم تقارير ومُعطيات دقيقة لقسم الإعلانات.
أمَّا الفريق الثَّاني فهو المسؤول عن صُنع الدعاية والإعلان عن طريق الصور، واستخدام الوسائل المرئية والسَّمعية، هذا التَّنظيم الرَّائع هو الذي سوف يجعل مهمة كل فرد في المؤسسة الإعلانية واضحًا تمامًا، مما يجعل المجهود أقلَّ، وله مردود أكبر وسريع.
لأن الفريق الأول مسؤوليته سوف تنحصر في التَّوصيل الأمثل للإعلان من خلال التواصل مع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا كله سوف يحدث من خلال وجوده بهذه الشبكات المُتفاعلة دائمًا، أمَّا الفريق الثاني فسوف تكون لديه المساحة من الوقت التي يستطيع من خلالها أن يُخرج إعلانًا ناجحًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إنَّ ما قُمنا بتقديمه لك عزيزي القارئ في الموضوع السابق كافٍ ليصنع إعلانًا مؤثرًا قويا يستطيع أن يقوم بالتسويق لأي مُنتج أو خدمة، فتستطيع من خلال هذه السطور عمل إعلان من خلال ميزانية ليست بكبيرة، ولكن عندما ينجح وينتشر سيُلاحظ مَن يُراقب إعلانك أنك قُمت بتخصيص مبلغ هائل حتى تحصل على ما حصلت عليه، في حين أنك لم تُنفق كثيرًا من الأموال عليه.
وكلما كان إعلانك عن مُنتج أو خدمة أو حتى عن شيء تقوم بعمله بنفسك مُلهم للناس سوف تضمن أن يقوموا بمُشاركة هذا الأمر مع أصدقائهم، وشيئًا فشيئًا ستلتفت لك وسائل الإعلام بكل أنواعها، فلا تنتظر، وابدأ من خلال الخطوات السابقة، وسوف تجد النجاح حليفك، وإن كان لديك أي استفسار عن أي شيء أسرة الموقع تُرحِّب بالرد عليك من خلال التعليقات.