ترجمة من العربي إلى الإنجليزي أو العكس هي نقل معرفة بشرية مُكتسبة ومُتحصَّلة من تجارب حياتية تخص العالم الغربي والعربي، وعملية الترجمة في حد ذاتها يتم اكتساب مهارتها بالقراءات المتعددة للكتب والمؤلفات الأجنبية، التي يقوم بها المترجم المحترف.
ولمن يُريد أن يُبدع في مجال الترجمة عليه أن يتخذ الكتابة والقراءة وسيلتين ينقل بهما علوم ومعارف وخبرات وتجارب الغرب للمجتمع العربي، وهناك عدة وسائل تُمكن المترجم العربي من نقل الثقافة الغربية منها: تسجيلات الصوت والمقاطع المختلفة المتوفرة على مواقع الفيديوهات، لكن رغم وجود وسائل حديثة لا يوجد أهم ولا أفضل من القراءة في الكُتب المتنوعة.
وعلى مترجم النصوص المحترف أن يُحيط علماً كاملًا بأكثر من لغة، وذلك من خلال إتقانه لقواعد التدوين النحوية والإملائية، وهذا ما يوفره موقع "بيكسلز سيو"، حيث إنه قام باختيار صفوة المترجمين للنصوص للقيام بترجمة أي نص بطريقة احترافية، سواء كانت الترجمة من العربية إلى الإنجليزية أو الترجمة من الإنجليزية إلى العربية.
وقد اتخذ الموقع استراتيجية مهمة، وهي أن للترجمة وظيفة، وهي النقل الصادق للحضارات الغربية والعربية وعرض الفكر الثقافي بشكل واضح، وليس به أي أخطاء، وسوف نعرض في هذا الموضوع أهم المهارات الأساسية التي يجب أن تتوافر في مترجم النصوص بشكلٍ عامٍ، فتابعوا معنا.
المهارات الأساسية التي يجب أن تتوافر في مترجم النصوص:-
في البداية لا بد أن نعلم المعنى الصحيح لكلمة "مترجم"، فالمترجم هو الشخص الذي يقوم بعملية ترجمة للنصوص، وجمع كلمة مترجم هي مترجمون، وبالإنجليزية مترجم تعني "Translator"، والمترجم يقوم بترجمة كتابية لنص مكتوب بلغة معينة ويحوله إلى نص مكتوب بلغة مختلفة عن الأصلية.
وقد كان هناك خلط بين كلمة التُّرجمان وبين المترجم، والفرق بينهم أن الأول يقوم بالترجمة الشفوية فقط، أما المترجم فيقوم بكتابة النصوص على ورق، وهناك عدد من المهارات الأساسية التي لا بد من توافرها في مترجم النصوص، وهي كالتالي:
-
مؤهل المترجم:
تُعد الترجمة فنًّا من الصعب اكتسابه، لأنه يجمع بين الفروع المختلفة للغة التي سوف ينقل منها نصهُ المترجم، وليس من الممكن أن يجيد المترجم عمله إلا إذا كان به أهم الصفات التي تجعله يُجيد ما يقوم به، ومن أهم هذه الصفات: القاعدة العريضة من المفردات التي يترجم منها وإليها اللغة.
فعليه أن يكون مُلمًّا بالمصطلحات والتعبيرات الدارجة التي قد تتميز بها اللغة، لأنه قد يُترجم نصًّا بناءً على المعنى الحرفي له، بينما هو مصطلح دارج شامل وليس به تقطيع للكلمات.
〉〉 ننصحك بقراءة هذا الموضوع: الترجمة من الإنجليزية إلى العربية
-
الدراسة المتعمقة لقواعد البلاغة والنحو والصرف:
إذا أتقن مترجم النصوص كل قواعد الصرف والنحو والبلاغة في اللغة الرئيسية واللغة الأخرى التي سوف ينقل منها النصوص، سوف يستطيع وبكل سهولة أن يقوم بصياغة ما يترجمه صيغة تتميز بالبلاغة، وسوف تكون أقرب إلى المعنى الحقيقي لما تم ترجمته.
فعلى سبيل المثال: الأدب الإنجليزي من الصعب جدًّا الوصول إلى الصورة الدقيقة التي يلجأ إليها الكاتب لتصوير معنى مُعيَن، ولكن عندما يتمكن المترجم من معرفة قواعد البلاغة والنحو في هذه اللغة سوف يتمكن من رسم الصورة الصحيحة للمعنى الذي قصده المؤلف.
-
الثقافة الواسعة:
على كل مترجم أن يتخذ من كل علم وفن معناه وأصله وفكره كاملة عنه، وهذا لا يقتصر فقط على الفن والأدب فقط، فعلى مترجم النصوص المحترف أن يقرأ في أدب وتاريخ وجغرافية وكيمياء وأحياء، بل وقد يصل إلى الطب أيضاً الخاص باللغة التي سوف يترجم منها النصوص.
-
أمانة نقل الفكرة:
ليس هناك مترجم محترف لا يتخذ الأمانة منهجًا لترجمته للنصوص، حيث إن هناك أفكارًا توجد في النص الأصلي لا بد من الحفاظ عليها وعدم نقلها بصورة مشوهة، بل لا بد من الحرص على أن تكون واضحة وسلسة ومفهومة، ولا يلجأ المترجم للاختصار أو الحذف.
فهناك "شعرة" المترجم المُبدع فقط من يُدرجها، وهي الفرق بين الحرفية في الترجمة والأمانة في الترجمة، فالأمانة هي التي تتطلب من المترجم أن يقوم بنقل النص بروحه ومعانيه وتعابيره، وأن يقوم بالمراعاة الكاملة للمعنى الذي أراد الكاتب أن يظهره.
كما أن عليه أن يعرف المغزى وراء كل كلمة والمعنى الخفي لكل عبارة، وعليه أن ينقلها بحرفية وأمانة، ولا يضطر إلى أن يحولها إلى جُملة أخرى تفقد معناها، أما عن الترجمة الحرفية فالمقصود بها القيام بنقل النص كلمة كلمة، وذلك من خلال استخدام الكلمات التي تؤدي إلى نفس المعنى، والمقصود بها "المرادفات".
〉〉 نرشح لك هذا الموضوع: قواعد وأساسيات الترجمة الصحفية
-
صفة الصبر:
لا شك أن الترجمة عملية تحتاج إلى الممارسة والتدريب الطويل، والبحث الدائم في المعاجم والمراجع والقواميس الحديثة، لذلك على المترجم المحترف أن يكون دائمًا على اطلاع لكل ما تمت إضافته إلى القواميس من معانٍ جديدة واصطلاحات ظهرت، وخاصًة أن التقدم التكنولوجي الحديث لم يترك شيئًا على حاله، فكل لحظة هناك جديد في كل مجال.
أدوات مترجم النصوص المحترف:
لكل فنان أداة أو مجموعة أدوات يستخدمها ليصل بفنِّه إلى الإبداع وإلى المُتابعين، والمترجم مثل أي فنان لا بد من توافر عدة أدوات لديه حتى يُخرج أفضل ما لديه من صور جمالية ومعانٍ دقيقة وثقافة مختلفة، يستطيع أن ينقلها للقارئ الذي يُعطي له كل الثقة في أنه يقرأ الشيء المفيد والجديد في الوقت نفسه، ومن أدوات مترجم النصوص المحترف، ما يلي:
-
المعاجم والقواميس الأحادية اللغة – ترجمة من الإنجليزي للإنجليزي:
استخدام المعاجم والقواميس الأحادية اللغة هي البذرة التي يقوم المترجم بوضعها في أرض الترجمة، وهي الحَكم أيضًا، الذي سوف يكون الفيصل الذي يستخدمه المترجم ليستخرج معنى الكلمة، سواء كان عربيًّا أو إنجليزيًّا.
وتُعتبر القواميس والمعاجم المتخصصة هي أهم القواميس والمعاجم على الإطلاق، فهي تعطي مستوى من الجودة للمترجم يستطيع أن يعتمد عليه في بناء التراكيب الخاصة بالعبارات، وكذلك المفردات.
ومن المعروف أن هناك عددًا من القواميس تصلح لطلبة الجامعات، وبعضها يتخذ شكل الموسوعة، وهو خاص بالمترجمين المحترفين فقط، وفي كثير من الأحيان توجد كلمات في هذه القواميس لا يوجد لها شبيه في القواميس الحديثة.
لذلك لن تجد مُترجمًا محترفًا لا يمتلك مجموعة من المعاجم والقواميس القديمة، لذلك لا بد على كل مترجم أن يحتفظ بأي قاموس قديم حتى يكون متميزًا في مجاله.
-
المعاجم والقواميس ثنائية اللغة – ترجمة من الإنجليزية إلى العربية:
وهي مجموعة من القواميس والمعاجم التي تقوم باقتراح المجموعة الخاصة بالألفاظ العربية التي يستطيع من خلالها المترجم أن يختار ما يناسب الروح الخاصة بالنص، والمعنى المراد إيضاحه، ومترجم النصوص المحترف إذا لم يجد في هذه القواميس والمعاجم ما يناسب النص يعود فورًا للمعاجم والقواميس أُحادية اللغة.
فهي الوحيدة التي من الممكن أن يتعرف منها على المعنى الدقيق للكلمة الإنجليزية، ثم يعصُر زناد فكره حتى يصل إلى المرادف الذي يناسبها بالعربي، ومن أشهر المعاجم والقواميس في هذا المجال "قاموس أطلس الموسوعي – المغنى الأكبر – المورد الكبير".
-
المعاجم والقواميس ثنائية اللغة – ترجمة من العربية إلى الإنجليزية:
هذه المجموعة من القواميس والمعاجم تساعد أي مترجم فيما يسمى "الترجمة العكسية" والتي تتم من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، ويلاحظ أي مترجم أن كلمات هذه المعاجم والقواميس يتم ترتيبها حسب المصدر للفعل الثلاثي، ولعل من أهمها قواميس "هانز فير" و"المورد العربي".
-
المعاجم العربية/ عربية عامة:
هذا النوع من المعاجم يُمَكن الُمترجِم من معرفة معانٍ دقيقة ونادرة لأي كلمة عربية، وقد لا يجد هذه المعاني في أي معاجم أخرى، ومن أهم هذه المعاجم "المعجم الوسيط – مختار الصحاح".
〉〉 موضوع قد يفيدك: ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية .. أسرار عليكَ اكتشافُها
-
معاجم فنّ اللغة:
تعتبر هذه المعاجم من أهم المعاجم التي يحتاج لها أي مترجم نصوص محترف حتى ترفع كفاءته في مجال ترجمة النصوص، ومن أنواعها:
■ المعاجم التي يتم استخدامها ليرفع المترجم قدرته على طريقة التعامل مع أي تراكيب وأساليب غير مألوفة في اللغة الإنجليزية أو العربية.
■ المعاجم الخاصة بمرادفات الكلمة وتضادها، وللأسف هذا النوع من المعاجم لا يوجد له شبيه في اللغة العربية، حيث إن المكتبة العربية تفتقد هذا النوع، إلا أن المكتبة اللبنانية قد قامت بمحاولة مشكورة فأصدرت معجم الجيب للمترادفات.
■ المعاجم الخاصة باللغة العامية، وهي معاجم متخصصة في نقل اللغة العامية لأي ثقافة، مثل: ثقافة الأدب الأمريكي أو الإنجليزي المعاصرين، وقد أخذت المادة العلمية المكتوبة فيها من خلال الجُمَل التي يتم تداولها بالصحف والشارع، وفي المحادثات العامة بين أفراد المجتمع الأمريكي والإنجليزي، وأيضًا لغة الأطفال الخاصة بهم.
■ المعاجم المتخصصة في المصطلحات، وهي معاجم مهمة جدًّا لأي مترجم نصوص محترف متخصص في مجال معين من الترجمة، مثل: الترجمة القانونية أو الترجمة الطبية، وغيرهما من التخصصات الأخرى.
-
المعاجم المتخصصة:
على أي مترجم اتخذ لنفسه تخصصًا معينًا في مجال الترجمة أن يقتني هذا النوع من المعاجم، لأنه سوف يقدم له المصطلحات الصحيحة التي تمكنه من أن يخرج نصًّا محترفًا بكل المقاييس، ونجد أن هناك معاجم متخصصة في المجال السياحي والفندقي وكذلك المجال الديني وأيضًا الطب والهندسة.
-
الموسوعات العامة:
تُعد الموسوعات العامة من الأدوات المهمة جدًّا لأي مترجم محترف، حيث إنها تمده بالمعلومة الثقافية الكاملة التي يريد أن يوضحها في النص الذي يقوم بترجمته، وبالطبع هناك عدة درجات لهذه الموسوعات، فيوجد موسوعة تتكون من جزء واحد.
وموسوعات متوسطة تتكون من أكثر من جزء، ثم تأتي الموسوعات الضخمة ذات الأبواب المتعددة، والجدير بالذكر أن الموسوعات الغربية فقيرة جدًّا في أي معلومات تخص البلاد العربية والإسلامية بشكلٍ خاصٍّ.
لذلك على أي مترجم القيام باقتناء مراجع متخصصة حتى يستطيع أن ينقل الثقافة العربية الإسلامية بمعلومات دقيقة، ومن أشهر الموسوعات "دائرة المعارف الإسلامية – دائرة معارف القرن العشرين – الموسوعة العربية المُيسرة".
-
الأدوات الحديثة:
كل ما سبق ذكره من أدوات تُعد أدوات تقليدية، ولكنها هي مبدأ الترجمة وهي سلاح المترجم المحترف، ولكن لا بد على المترجم أيضاً أن يكون على علم بما يحدث في مجال الترجمة من تطوير وأدوات مستحدثة، ولعل من أهمها؛ البرامج الخاصة بالترجمة التي يتم تحميلها على الأجهزة الإلكترونية ومواقع الإنترنت المتخصصة في مجال الترجمة مثل موقع "بينج – Bing".
وقد قامت شركة "بيكسلز سيو" باختيار المترجمين الذين يملكون كل الأدوات السابقة، بل ويتفوقون في استخدامها أيضًا، فالعنصر البشري هو أساس عملية الترجمة رغم أن الوسائل الحديثة للترجمة قد ظهرت منذ فترة، لكنها لم تثبت دقة ولا احترافًا ولا إبداعًا، وسوف تظل روح الإنسان هي التي تستطيع أن تستخرج من النص المعاني الخفية، وهذا ما يوفره لكم موقع "بيكسلز سيو".