تتميز الترجمة البشرية بالعراقة، لأنها هي التي تُعزِّز وسائل التفاهم بين الأفراد مهما اختلفت ألسنتهم، فهي الوسيلة التي يُستعان بها لترجمة أي نص من لغة مختلفة إلى أخرى، وقد وضع المترجمون منذ قديم الزمان بعض الأسس التي يجب معرفتها لكي يتم هذا الأمر على أكمل وجه ممكن.
فـ الترجمة البشرية لها وظيفة تتميز بالأهمية عبر مختلف العصور، والاستعانة بالعنصر البشري في عملية الترجمة له أهمية قصوى عند علماء النحو والفلسفة والتاريخ ومجالات متعددة أخرى، لا يمكن أن تقوم الترجمة الآلية بها.
فالمترجم البشري لا يقوم بالترجمة بشكل آلي، ولكنه يقوم بالترجمة على أساس فهمه لروح النص والمغزى منه، فكثيرًا ما تقع الترجمة الآلية في أخطاء لأنها لا تفهم روح النص الأصلي، فنجد أن النتيجة ترجمة مُهلهلة لا تدرك أو تفهم المعنى الأساسي الذي لا بد أن تبرزه.
وهناك عدد كبير من الأمثلة التي أثبتت فشل الترجمة الآلية في القيام بترجمة احترافية لأي نص، وموقع بيكسلز سيو وضع هذه القاعدة كأساس لما يقوم به من خدمات في مجال الترجمة، فقد اعتمد اعتمادًا كُليًّا على العنصر البشري الذي تم اختياره على أساس قواعد الترجمة الصحيحة.
وفي هذا الموضوع سوف نتناول بالتفصيل أهمية اللجوء إلى خدمة الترجمة البشرية بدلًا من الاستعانة بمواقع وبرامج الترجمة الآلية، فتابعوا معنا.
لماذا يجب اللجوء إلى خدمة الترجمة البشرية بدلًا من الآلية؟
هناك بعض القيود التي لا تستطيع الترجمة الآلية أن تكسرها وتصبح ترجمة محترفة، والدليل هو أن كندا والولايات المتحدة الأمريكية تتحدثان الإنجليزية، ولكنَّ هناك اختلافًا كبيرًا في لغة الاثنتين من حيث التراكيب اللغوية والمعنى الدقيق لكل كلمة لدى الاثنتين.
وهناك عدد كبير من الأسباب التي تجعل من الترجمة البشرية هي الشكل المثالي لأي ترجمة عن الترجمة الآلية، وهي كالتالي:
-
صيغ الكتابة والتخاطب :-
تستطيع الترجمة البشرية أن تحدد الصيغ المستخدمة في الكتابة والتخاطب بالمُراسلات العسكرية، فلا تقوم بعمل ترجمة حرفية لما يوجد في أي مراسلات من هذا النوع، لأنها لا تخضع للقيود المفروضة في مواقع الترجمة الأخرى.
ويستطيع العنصر البشري في الترجمة أن يأخذ في اعتباره أسلوب المرادفات وتتبع أصل الكلمة بعدد لا نهائي من القواميس والتراجم، بحيث يجد المترجم نفسه يتصرف بحرية وفقًا لخبرته السابقة في هذا المجال، بل ويستطيع أن يفرق بين الاختلافات الموجودة في اللغة الواحدة وفقًا لطبيعة الشعب المتحدث بها.
فنجد أن المترجم يستطيع أن يفرق بين المعنى للكلمة في اللغة الإنجليزية، سواء ببريطانيا أو الولايات المتحدة أو غيرها من البلدان الأخرى التي تستخدم نفس اللغة، وذلك من خلال تتبع اللغة من مصدرها.
» اقرأ هذا الموضوع أيضًا: أسهل طريقة لكتابة المقالات باللغة العربية
-
قاعدة القرض اللغوي :-
يستطيع المترجم البشري أن يتتبع أي مصطلح جديد يظهر في النص الذي يريد أن يترجمه، رغم أنه ليس موجودًا في أي مصدر للترجمة، وهذا بمنتهى السهولة والبساطة، وهذا ما يُطلق عليه القرض اللغوي، وفيه يقوم المترجم بإجراء عدد من الخطوات لأفكار واضحة يتتبع إحداها حتى يصل إلى المعنى المطلوب في النص الأصلي.
ومن خلال استخدام هذه القاعدة يستطيع أي مترجم بشري أن يبلغ هدفه بكل سهولة من خلال المفردات الجديدة والمضافة حديثًا إلى أدوات اللغة، ففي الكثير من الأحيان يجد المترجم نفسه أمام كلمات جديدة لم يكن يعلمها.
وقد تكون موجودة في لغات أخرى غير التي يقوم بالترجمة منها، فيبدأ بالبحث عنها في لغات أخرى حتى يستطيع أن يصل إلى المعنى الأساسي لهذه الكلمة، وهذه صفة احترافية لن توجد أبدًا في مواقع وبرامج الترجمة الآلية.
فالقرض اللغوي مهارة لا يجيدها أي مترجم عادي، وهذا ما حرص موقع بيكسلز سيو على أن يتوافر في طاقم المترجمين لديه، فكلهم يتميزون بمهارة القرض اللغوي، والذي يمكنهم من تخريج النصوص المترجمة على أكمل وجه ممكن.
-
استعارة المترجم :-
هذه المهارة من المستحيل أن توجد في موقع متخصص في الترجمة مهما كانت قاعدة بياناته تحتوي على قواميس أو معاجم لغوية، ولكن المترجم البشري بإمكانه القيام بهذا بكل سهولة من خلال تطبيق القاعدة السابقة، واستعارة بعض الكلمات من لغات أخرى، مما يجعل هناك تثبيتًا للمعلومة الموجودة في النص الأصلي وجعلها أكثر مصداقية في النص المترجم.
فالنص المترجم دائمًا ما يكون به اختلاف عن النص الأصلي، وذلك من الناحية الثقافية واستخدام الألفاظ والكلمات والجُمَل التي من الممكن أن تعطي معنى مختلفًا، إذا تمت ترجمتها دون استعارة لبعض الألفاظ التي تؤدي إلى نفس المعنى.
وقد أكد ذلك عالم اللغة الشهير "جان بول" في كتابه الشهير الذي قام بتأليفه عن المشكلات التي تواجه الترجمة الآلية، حيث أكد أنه لكي تتم مواكبة المسيرة الخاصة بمجال الترجمة لا بد أن يستخدم المترجم البشري.
» نرشح لك هذا الموضوع: ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية .. أسرار عليكَ اكتشافُها
-
الابتعاد عن الترجمة الحرفية :-
هذه أكثر الأخطاء التي تقع فيها مواقع الترجمة الآلية، فترجمة أي نص بالطريقة الآلية لا يتم إلا من خلال ترجمة حرفية لكل كلمة، مما يجعل هناك ابتعادًا كُليًّا عن المعنى الأساسي من روح النص.
ولكن؛ باستخدام العنصر البشري يتم الوصول إلى المعنى الرئيسي بكل سهولة ويُسر، من خلال استخدام المرادفات المناسبة والتراكيب اللغوية المماثلة، مما يجعل النص المترجم به نفس روح النص الأصلي.
وقد تم استخدام هذه القاعدة من المدارس اللاتينية القديمة ثمَّ من بعد ذلك علماء الترجمة والخبراء فيها، فالترجمة بالطريقة الحرفية للكلمات يُعد خطًا جسيمًا تقع فيه كل المواقع وبرامج الترجمة الآلية، لأنها ترجمة تعجز عن توصيل الرسالة المراد إرسالها من النص الأصلي، وتستخدم أسلوبًا ركيكًا من اللغة، يصعُب الفهم الدقيق للنص الأساسي.
» موضوع قد يهمك أيضًا: القواعد التي يجب اتباعها من أجل ترجمة مقالات بطريقة احترافية
-
التعديل والنقل :-
يستطيع العنصر البشري القيام بعملية التعديل والنقل في أي نص بمنتهى السهولة والحرَفية، فليس من الضروري أن يسير النص المترجم بنفس ترتيب النص الأصلي، وذلك لبيان المعنى الدقيق منه، وهذا غير متوفر على أي موقع للترجمة الآلية، حيث إن الحفاظ على ترتيب النص الأصلي هو أساس هذا النوع من الترجمة.
مما يفقد النص المترجم أي معنى دقيق وواضح، وقد يلجأ المترجم البشري إلى تعديل بعض الجُمَل المترجمة، وذلك لأن وجهة نظره عندما يقرأ النص المترجم مرة أخرى تكون أدق في أن يقوم بتعديل بعض الجُمَل لبيان المعنى بشكل أوضح، وهذا معروف بين المترجمين المحترفين.
-
الاقتباس :-
هذه الميزة من المستحيل أن توجد في مواقع الترجمة الآلية، والوحيد الذي يفعل ذلك هو المترجم البشري، حيث بإمكانه أن يقتبس بعض الجُمَل والعبارات أو الآيات القرآنية، ليبرهن بها على حقيقة علمية أو معلومة ثقافية في النص المترجم.
ونجد أن مواقع الترجمة الآلية تقوم بوضع ترجمة حرفية لأي نص مُقتبس داخل النص الأساسي، مما يجعل النص يفتقد الدلائل التأكيدية على ما جاء فيه، ويستخدم المترجم البشري تنقيحات خاصة به لكي يستطيع تدبر المعنى المراد إيضاحه في النص الأساسي.
وفي النهاية هناك عدد لا نهائي من المميزات التي تتمتع بها الترجمة البشرية عن الترجمة الآلية، مهما تعدَّدت وتنوعت مواقع الترجمة، وحرصًا من موقع بيكسلز سيو يتم تقديم خدمة الترجمة على أساس العنصر البشري فقط دون اللجوء إلى أي مواقع ترجمة آلية، فهناك تراجم لا يتسنَّى لمواقع الترجمة الآلية القيام فيها بأي شيء مثل التراجم الأدبية والفلسفية والدينية والعلمية، ولكن المترجم البشري هو فقط القادر على فعل ذلك بمنتهى الحرفية والإبداع.