غالبًا ما يحدث لبس عند طلبة العلم والدارسين بين همزة الوصل وهمزة القطع, وفي هذا المقال الكفاية في التفريق بينهما, وبيان مواضعهما في الأسماء والأفعال والحروف وتفصيل قريب من الإيجاز.
همزة الوصل وهمزة القطع المشهورتان هما همزتان يبتدأ بهما الكلام في اللغة العربية, ولكل منهما مواضع وقياس وسماع, ويقع أغلب الدارسين المبتدئين في اللبس بينهما, فتجد طلاب المراحل الابتدائية يخطئون فيهما, وكذلك ينسحب الأمر على غير المتخصصين من إعلاميين وكتاب ممن لم يدرسوا اللغة وصرفها.
فما هي همزة الوصل؟
نبدأ حديثنا بالكلام عن ما هي همزة الوصل؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟ همزة الوصل سميت بذلك لسببين: أولًا: يتوصل بها إلى النطق بالساكن, وتسقط نطقًا في وصل الكلام, ومن الأحق أن نسميها ألف الوصل, لأن ألف الوصل في الحقيقة ألف في الكتابة وليست همزة إلا عند النطق.
وقد قال الشاعر: وقد سامحوا عمرا بواو مزيدة … وضويق باسم الله في ألف الوصل.
في إشارة إلى أن البسملة الكاملة تجعل الألف تسقط من كلمة (اسم) المجرورة بالباء؛ فتكتب دون ألف: بسم الله الرحمن الرحيم.
مواضع همزة الوصل:
أولًا: همزة الوصل في الأسماء:
تقع همزة الوصل في الأسماء الآتية على السماع:
امرؤ – امرأة – اسم – ابن – ابنة – اثنان – اثنتان – ايم الله – ايمن الله – است وتعني (فتحة الشرج).
ثانيًا: همزة الوصل في الأفعال:
- تقع همزة الوصل في أمر الفعل الثلاثي؛ مثل: اضرِب – العب – اكتب – انظر – اخشع – انقر – احرث – ازرع – ابنِ – ادنُ , وتنطق بالضم في حالة الابتداء بها إذا كانت عين الفعل مضمومة في المضارع, وتنطق بالكسر في حالة الابتداء بها إذا كانت عين الفعل في المضارع مكسورة أو مفتوحة.
- تقع همزة الوصل في الفعل الخماسي في أمره وماضيه ومصدره؛ مثل: اعتمدَ اعتمِدْ اعتماد, اقتصرَ اقتصرْ اقتصار, ابتسمَ ابتسمْ ابتسام, اقتضبَ اقتضبْ اقتضاب, احترمَ احترمْ احترام, انتخبَ انتخبْ انتخاب, اقتربَ اقتربْ اقتراب.
- تقع همزة الوصل في الفعل السداسي في أمره وماضيه ومصدره؛ مثل: استخرجَ استخرجْ استخراج, استعمرَ استعمرْ استعمار, استقامَ استقمْ استقامة, استشعرَ استشعرْ استشعار, استقبلَ استقبلْ استقبال.
ثالثًا: همزة الوصل في الحروف:
ليس من الحروف من همزته همزة الوصل غير (أل التعريف)؛ فإنها تكتب كـ همزة القطع عند إفرادها كما هو الحال بين القوسين السابقين, ولا تكتب عند إضافتها للأسماء, بل تحذف وتبقى الألف عارية منها كما هو الحال في مواضع همزة الوصل الأخرى.
همزة القطع:
همزة القطع همزة حقيقية وليست ألفًا وترسم على الألف في حالة الضم والفتح وترسم أسفل الألف في حالة الكسر, وهي تكتب وتنطق وسميت همزة القطع؛ لأنها تقطع بين الحروف, ولها مواضع.
أولًا: همزة القطع في الأسماء:
جميع الأسماء همزتها هي همزة القطع ما عدا الأسماء السماعية التي ورد ذكرها عند الحديث عن همزة الوصل في الأسماء, ومن الأمثلة على ذلك:
أرض – أمن – أسد – أرنب – أسعد – أجنبي – أعجمي – أُترُج – ألب.
ثانيًا: همزة القطع في الأفعال:
- تقع همزة القطع في ماضي الفعل الثلاثي المبدوء بألف ومصدره؛ مثل: أمر أمرًا – أكل أكلًا – أثم إثمًا.
- تقع همزة القطع في الفعل الرباعي ماضيه وأمره ومصدره؛ مثل: أحسنَ أحسنْ إحسان – أكرمَ أكرمْ إكرام – أخلصَ أخلصْ إخلاص – أسقطَ أسقطْ إسقاط – أسمعَ أسمعْ إسماع – أسرعَ أسرعْ إسراع – أنبتَ أنبتْ إنبات.
- تقع همزة القطع في أول الفعل المضارع المسند إلى الفاعل المتكلم؛ مثل: أضرب – أشرب – أُحِبّ – ألعب.
ثالثًا: همزة القطع في الحروف:
كل الحروف همزتها همزة القطع ما عدا (أل) التعريف, وقد سبق ذكرها عند الحديث عن مواضع همزة الوصل في الحروف, والحروف؛ مثل: ألا – أنَّ – إنَّ – أنْ – إنْ – أمْ – أوْ.
تعرف أيضا على :
همزة الوصل في القرآن الكريم:
وردت همزة الوصل في الكلمات التي تحتها خط في الآيات التالية:
- قال – تعالى: “ومبشرًا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد”.
- قال – تعالى: “اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب”.
- قال – تعالى: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا”.
- قال – تعالى: “استكبارًا في الأرض ومكر السيء”
- قال – تعالى: “قلنا اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينًا”.
همزة القطع في القرآن الكريم:
وردت همزة القطع في الكلمات التي تحتها خط في الآيات التالية:
- قال – تعالى: “ألهاكم التكاثر”.
- قال – تعالى: “قد أفلح المؤمنون”.
- قال – تعالى: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون”.
- قال – تعالى: “إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم”.
- قال – تعالى: “إلا تنصروه فقد نصره الله”.
- قال – تعالى: “إن إلينا إيابهم”.
همزة الوصل في الشعر:
وردة همزة الوصل في الكلمات التي تحتها خط من البيتين التالييْن:
قال عنترة بن شداد في معلقته:
فيها اثنتان وأربعون حلوبة … سودًا كخافية الغراب الأسحمِ
قال إبراهيم ناجي في قصيدته الأطلال:
اسقني واشرب على أطلاله … واروِ عني طالما الدمع روى
همزة القطع في الشعر:
وردت همزة القطع في الشعر, ومن ذلك قول امرئ القيس في معلقته:
وقد أغتدي والطير في وكناتها … بمنجرد قيد الأوابد هيكلِ
جدير بالذكر أنه يجوز وصل همزة القطع وقطع همزة الوصل للضرورة الشعرية.