إنَّ الترجمة لها أهميةً بالغةً في كل المجتمعات؛ لما لها من دور حيوي في إثراء المجتمع بالمعلومات الآتية من البلاد الأخرى، ولأنها عبارة عن عملية دمج وانصهار بين الثقافات المختلفة وبعضها البعض، من خلال فهم المعاني المُختفية وراء الحروف المُبهمة عن طريقها.
ما هو مفهوم الترجمة؟
إن الترجمة أحد الأنشطة البشرية الهامة التي تعتمد اعتمادًا كليًّا على تحويل النصوص المكتوبة أو المسموعة من لغة إلى لغة أخرى مع الحفاظ على جميع المعاني الموجودة داخل هذه النصوص؛ بمعنى أنه لا يجب بأي حال من الأحوال أن يختلف معنى النص عن المعنى الموجود في النص الأصلي، بل يجب أن يكون النص يحتوي على نفس المعنى بالضبط، ولكن بلغة أخرى.
الترجمة بين الماضي والحاضر
كانت الترجمة في العصور القديمة قاصرةً على ترجمة الكلمات فقط، ثم تطور الأمر وأصبحت تتم للعبارات الكاملة.
ولكن مع زيادة التقدم والنمو، وإدراك أهمية الترجمة، حيث أصبحت أحد العلوم الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها، وأصبحت أحد العلوم التي يتم تدريسها في المدارس والجامعات في الوقت الحالي.
ما هي أنواع الترجمة؟
هناك أنواع كثيرة للترجمة، وكل نوع من هذه الأنواع يحتوي في داخله على أشكال أخرى للترجمة يمكن اعتبارها أنها أكثر تخصصًا، وفيما يلي أهم أنواعها:
الترجمة بشكل تحريري
تنقسم الترجمة التحريرية إلى ثلاثة أشكال مختلفة من:
الترجمة من اللغة الأصلية إلى لغة جديدة
يقوم هذا النوع بتحويل النص المكتوب إلى نص آخر مكتوب أيضًا، ولكن بلغة مختلفة عن اللغة الأصلية، مع الاحتفاظ بنفس المعنى.
الترجمة من اللغة الأصلية إلى نفس اللغة
يقوم هذا النوع بفهم النص المُراد ترجمته جيدًا وتحويله إلى نص آخر جديد يحتوي على نفس معنى النص الأصلي، وذلك بنفس اللغة الأصلية للنص، أي يمكن القول إن المترجم يقوم باستخدام نفس اللغة الأصلية لإعادة كتابة النص من خلال مرادفات لغوية أخرى.
ترجمة الإشارات
أما هذا النوع يقوم بتحويل الإشارات اللفظية إلى نوع آخر من الإشارات غير اللفظية، مثل تحويل النص إلى لوحة فنية تعبر عن معنى النص بالنظر إلى الصور، ولكن من دون كلمات مكتوبة، أو تحويل النص إلى مقطوعة موسيقية تنقل للسامع معنى الكلمات، ولكن دون حروف مقروءة.
الترجمة السريعة أو الفورية
وهي التي تتم في الحال أي في وقت سريع جدًّا، وهناك أنواع مختلفة أيضًا من هذه الترجمة.
الترجمة المُتزامنة
وهي التي تتم بالتزامن مع نطق الكلمات، بمعنى أن يكون المتكلم في مكان، والمترجم في مكان آخر منفصل، ولكن يضع سمَّاعات تساعده في الاستماع الجيد للكلمات التي يقولها المتكلم، حيث يقوم المترجم باستماع الكلمات وترجمتها في نفس وقت نطقها، ويعتمد هذا النوع على السرعة في تحويل الكلمات من لغة إلى لغة أخرى، ثم نطقها بصورة فورية.
الترجمة بالتتابع
في هذا النوع يكون المتكلم والمترجم في نفس المكان، حيث يبدأ المتكلم في الكلام، وبعد أن ينتهي من جزء معين من كلامه يصمت، ليبدأ المترجم في ترجمة الفقرة أو الجزء الذي ذكره المتكلم الأصلي. ويجب أن يكون المترجم في هذه الحالة متوقد الذهن، ويتميز بقوة الذاكرة، حتى يستطيع أن يتذكر جميع العبارات التي ذكرها المتكلم، والقيام بترجمتها كاملة دون أن ينقص منها أي جزء.
الترجمة من خلال النظر
في هذا النوع يقوم المترجم بقراءة النص الأصلي بعينيه فقط، ثم يقوم بفهم المعنى وترجمته في عقله، ثم ينطقه بعد الترجمة دون أن يقوم بقراءة النص الأصلي بصوت مسموع.