القِصَّة عبارةٌ عن حكايةٍ مكتوبةٍ مأخوذةٍ من الواقع، أو مُستوحاة من الخيال، أو كلاهما معًا، ولكن مع وجود بعض المعايير والضوابط الفنية من الفنِّ الأدبي، كتابة القصص من أحد الفنون الأدبية العالمية القديمة جدًّا، فهذا النوع من الفنون مُحبَّب لدى الجميع منذ القدم، وخاصَّةً عند العرب، وذلك لأنهم يُحبُّون الاستماع إلى القصص التاريخية والحكايات في جميع مجالسهم، مثل قصص ألف ليلة وليلة، وعنترة بن شداد، وسيرة بني هلال، كما جاء القرآن الكريم أيضًا ضامًّا كثيرًا من القصص، مثل قصص الأنبياء، وأحوال المُرسلين، وأحوال الأُمم السَّابقة، بحيث يُلائم طبيعة العرب ومُيولهم للاستماع وسرد القصص، ووُجِدَ هذا النوع من الفن الأدبي القصصي عند مُعظم الشعوب، وخاصَّةً في حضارة الفُرس والرُّوم، وليس عند العرب فقط.
ومع مرور الوقت بدأت كتابة القصص العربية تتأثَّر بالثقافة الغربية؛ فقد تطوَّرت بشكلٍ كبيرٍ حديثًا؛ وذلك لاتِّصال الثقافة العربية بالثقافة الأجنبية، وبدأت ترجمة القصص الغربية ودخلت إلى العالم العربي، ممَّا أثَّر على الفكر العربي من خلال الاطِّلاع على فنون الأدب الغربي، وأوَّل الكُتُب القصصية التي تمَّت ترجمتها كتاب كليلة ودمنة.
أنواع القصص:
يُوجد نوعان من القصص:
١- قصص خيالية:
هذا النوع من كتابة القصص يكون دائمًا مُستوحى من خيال الكاتب، وليس له أي وجود في الحقيقة، وليس له صلة بالواقع نهائيًّا.
٢- قصص حقيقية:
هي قصص مُرتبطة بالواقع، وأحداثها تمَّت بالفعل، وهي ذات زمان ومكان مُحدَّد، وشخصيات معروفة، وتتمثَّل في القصص التاريخية.
٣– قصَّة قصيرة:
القِصَّة القصيرة عرض مرحلة من مراحل الحياة أو جُزء مُعيَّن، والقِصَّة القصيرة سُمِّيت بذلك لصغر حجمها، فهي لا تتعدَّى ثلاثين صفحة.
٤- الرِّواية:
الرِّواية نوع من أنواع فن كتابة القصص، التي ليس لها حجم مُعيَّن من حيث طول القِصَّة وأحداثها الطويلة.
كيفية كتابة القصص
إن تطوَّر فن الأدب القصصي على مدى العصور لم يأتِ من فراغ، بل اعتمد على معايير وأُسُس مُعيَّنة استمدَّها من الفن الأدبي واللغوي، وهناك عناصر عديدة يجب أن تتوفَّر لكتابة أي قصَّة:
لا بد أن تحتوي على مقدمة، ووسط، ونهاية، ويجب توفير وسيلة من الوسائل لعرض أي قصَّة، ومن هذه الوسائل: (الترجمة الذاتية للقصَّة، أو عن طريق المذكرات، أو سرد القِصَّة بصورة مباشرة أو الذكريات.
يجب أن يكون الكاتب مُلمًّا بعديدٍ من المعلومات حول كتابة القصص وقارئًا جيِّدًا لكثير من القصص.
أن تكون حصيلته اللغوية جيِّدةً، وأسلوبه شيِّقًا، ومُمتعًا في سرد الأحداث.
تسلسُل الأحداث مع وجود حبكة تربط عناصر القِصَّة مع بعضها البعض.
خطوات كتابة القصص
١- كتابة مُقدِّمة جذَّابة لشدِّ انتباه القُرَّاء؛ لمُتابعة أحداث القِصَّة، ودفعهم إلى مُتابعة القراءة.
٢- ترتيب الأحداث قبل الكتابة، وربطها مع بعضها البعض.
٣- تحديد الشخصيات داخل القِصَّة، وأدوارها، وملامحها، ومعالم كل شخصية على حدة، وتحديد الدور الذي يلعبه داخل القِصَّة.
٤- كتابة الحوار الذي سيدور بين الشخصيات داخل القِصَّة بشكل مُناسب.
٥- إخفاء بعض الأحداث كعُنصر من التَّشويق، وإيضاحها مع مرور الوقت، وبتسلسُل الأحداث.
٦- نهاية القِصَّة يجب أن تكون مُلائمة للأحداث، وذات حبكة درامية، فإمَّا نهاية سعيدة، وإمَّا حزينة، أو حل لمشكلة مُعيَّنة داخل أحداث القِصَّة كما يرى الكاتب.
في نهاية مقالنا، أوضحنا نبذةً مُختصرةً عن فنِّ الأدب القصصي، وكيفية كتابة القصص بصورة مُبسَّطة للمُبتدئين.