يُعَدُّ البحث العلميُّ المُرتكزَ الذي يتمُّ الاستنادُ عليه؛ للوُصول للحقائق العلميَّة؛ فهو الوسيلة المُستخدمة لكُلٍّ من البحث والاستقصاء بطريقة دقيقة ومُنَظَّمة باتِّباع خطوات المنهج العلمي في البحث بين جميع الحقائق والنظريات؛ للوصول لنتائج ذات معنى؛ فهو باختصار عمليَّة كشف وتنقيب عن الحقائق بدِقَّة وعُمق؛ لعرضها بذكاء وإدراك؛ مما يُساهم في نمو الإنسانية، وَمِنْ ثَمَّ إحيائها، وقد صار التساؤل حول كيفية عمل بحث علمي محطَّ اهتمامِ كثيرٍ من الباحثين المُبتدئين في مجال البحث.
كيفية عمل بحث علمي
عند كتابة أي بحث علمي يجب اتِّباع عدد من الخطوات حتى يتوافق البحث مع جميع الأُسُس العلميَّة المطلوبة في البحوث العلميَّة بمختلف تخصُّصاتها وهذه الخطوات كالتالي:
1- المقدمة: على الباحث أن يُعِدَّ خطة مُحكمة لبحثه قبل البدء بكتابته يوضح بها مشكلة البحث وفائدة دراسته.
2- صياغة المشكلة: بمعنى تعريف المشكلة، وعرض مفهومها وكُلٍّ من طبيعتها وأهميتها وفائدتها في توجيه هذه العمليات.
3- الدراسات السابقة: تُضيف معلومات جديدة للباحث واستكمال ما ينقص من مادَّته العلميَّة بالنسبة لموضوع البحث العلمي؛ فإذا تبيَّن للباحث تشابُهٌ في الدراسات السابقة فعليه أن يُبيِّن ذلك الشَّبَه، وَمِنْ ثَمَّ اختلاف البيئة والفترة الزمنية.
4- حدود الدراسة: يتبيَّن للباحث أنه في حاجة لجمع معلومات كثيرة لن يقدر على توفيرها، لذلك من الأفضل للباحث في هذه الحالة وضع حدود معينة للدراسة مع الأخذ في الاعتبار دراسة جُغرافية المكان المُراد البحث عنه، وكذلك الوسائل والإمكانات المادية المُتاحة له.
5- هدف الدراسة: يجب أن يضع الباحث لدراسته أهدافًا قابلة للتحقيق، وليست مجالًا نظريًّا فقط.
6- أهمية الدراسة: حيت تُوضِّح أهمية البحث العلمي، والهدف من القيام به.
7- جُغرافية المكان الذي ستتمُّ به الدراسة: وتعتمد على كُلٍّ من نوع الدراسة والغرض من القيام بها؛ فيتمُّ بها توضيح منهج البحث.
8- أدوات الدراسة: يجب أن تكون تلك الأدوات مُناسبة للمنهج المدروس.
خصائص البحث العلمي
للبحث العلمي عديد من الخصائص، حيث نذكر منها:
- البحث العلمي عمليَّة دقيقة ومُنَظَّمة، ولا تقوم على مبدأ الصُّدفة، ولكنها بناءً على نشاط عقلي دقيق ومُنَظَّم ومُخطَّط له مُسبقًا فيتمُّ التَّأكُّد من الفروض والنظريات وحل المشكلات بطريقة دقيقة جدًّا تعتمد على الفكر العلمي المُنَظَّم.
- البحث العلمي يُعرف أيضًا بالعمل النظري، فيتمُّ استخدام النظريات والفروض وصياغتها، وَمِنْ ثَمَّ خضوعها للتَّجارب والاختبار.
3- البحث العلمي عمل تجريبي بحتٌ يعتمد على التَّجارب والمُشاهدات والنتائج، وكذلك إجراء الاختبارات المُعتمدة على الفُروض والنظريات.
4- البحث العلمي عمل حركي لا يعتمد على تجديد الحقائق القديمة فقط، ولكن أكثر اعتماده على البحث عن الجديد.
5- البحث العلمي يُعَدُّ عملًا تفسيريًّا؛ فهو يقوم بتفسير الظواهر والنظريات.
6- يُعتبر البحث العلمي عملًا عامًّا، فهو مُتاح للجميع من حيث الاستفادة للجميع، مثل البحوث الطبية.
صفات الباحث الناجح
1- صفاء الذِّهن: تُؤَدِّي هذه الصفة لوجود قُوَّة المُلاحظة لدى الباحث، وحب التَّعلُّم، والاطِّلاع والتَّحرُّر من التَّحيُّز وقت إجراء البحث العلمي.
- الصبر: يجب أن يتحلَّى الباحث بالصبر؛ ذلك الذي يُوفِّر القُوَّة اللازمة لاستمرار البحث والدِّراسة وجمع المعلومات غير المعلومة في عديدٍ من الأمور، حيث إن طريق النجاح مليء بالعقبات والمشاكل التي قد تُعرِّض البحث العلمي للفشل.
- الأمانة العلميَّة مهمة جدًّا لاستمرار البحث؛ فهي التي تُظهر خُلق الباحث القويم؛ مما يُظهر الوعي والنزاهة وتحمُّل المسؤولية.
4- الحدس: وهو نشأة الأفكار لدى الباحث، وورودها على ذهنه بشكل مباشر وطارئ؛ فهو مهم جدًّا في عمليَّة البحث باختياره الأدوات المُناسبة لبحثه العلمي.
5- الخيال: والذي يُعَدُّ أهمَّ عُنصر من عناصر البحث العلمي، والذي يُساعد على فتح آفاق من الأفكار لعقل الباحث؛ فقد أوصل الخيال عديدًا من العُلماء لمُستويات لم يصل إليها غيرهم ممَّن يعتمدون على ضيق الأُفُق؛ فهو المُرشد للباحث في طريقه للبحث العلمي.