كم هيَ جميلةٌ لغتُنَا العربيَّة، تلكَ اللُّغةُ العريقةُ البليغةُ الَّتي تنوَّعَتْ فيها أساليبُ التَّعبيرِ الجذَّابة، حيثُ لفتَتْ أنظارَ الجميعِ إليها حتَّى الَّذينَ لم يكونوا مِنَ العرَب الذَّينَ أيقنوا أهمِّيتهَا، وباتوا يتسابقونَ في تعلُّمهَا، فهذهِ اللُّغةُ هيَ لغةُ القرآنِ الكريم، نعم ذاكَ القُرآنُ المُعجِزُ الَّذي كانَ وما زالَ مَلاذًا للتَّائهيْن وسَكينَةً للخائفين..
هل سألتَ نفسكَ يومًا عن درجةِ اِهتمامكَ بهذهِ اللُّغة؟ هل منحتَها الوقتَ الَّذي تستحقُّهُ منك؟ وهل أنتَ شغوفٌ بها كما هوَ اللَّازِم؟ فإنْ كنتَ كذلك فهُناكَ بعضُ الأشياءِ الَّتي يُمكنكَ فِعلُها كي تستحوذَ على هذا الكنْزِ الثَّمين تابِع مَعَنا لِتتَعرَّفَ عليها أَكثَر..
أمورٌ مهمة لإتقان اللغة العربية وتطويرها
-
مثلًا يُمكنكَ التَّسجيلُ في أحدِ معاهدِ تعليمِ اللُّغةِ العربيَّةِ في مَنطقتك وأنْ تستثمرَ جهودكَ في إتقانهَا والإبحارِ فيها والتِّجوالِ بينَ رِحابهَا الواسعة من مَرحلةٍ إلى أُخرى.
- أو أنْ تلتحقَ بِقسمِ اللُّغةِ العربيَّةِ في كُلِّيَّةِ الآدابِ بعدَ إنهاءِ دراستكَ الثَّانويَّة، وكُلَّما كنتَ مُجتهدًا شَغوفًا ستبرعُ في هذا المجالِ أكثر وتجدَهُ رُغمَ صُعوباتهِ مُمتعًا مُلامِسًا لذاتِك.. ويُمكنكَ خلالَ دراستِكَ الجامعيَّةَ أو بعدَ أنْ تُنهي تعليمَكَ في معهدِ اللُّغةِ العربيَّة أنْ تقوم مثلًا بما يلي:
- تعلُّم اللُّغةِ العربيَّةِ بكلِّ ما فيها من قواعدَ لغويّةٍ وبلاغيةٍ وأُسلوبيّة وغيرِها.. وأنْ تُحبِّبَ الآخرينَ بِها، وذلكَ مِن خلالِ إعطائِكَ الدُّروسَ الخُصوصيَّةَ لِمنْ يحتاج إليهَا بمبالغَ تتناسبُ مع أحوالِ العائلاتِ الاجتماعيَّة.
- تستطيعُ أيضًا بعد تخرُّجِكَ في الجامعة أنْ تتقدَّمَ إلى مُسابقاتِ توظيفِ المُعلِّمينَ في إحدى المدارسِ الإعداديَّةِ أو الثَّانويّة، ولكنْ أوّلًا عليكَ أنُ تكونَ واثقًا بِقُدرتِكَ على القِيامِ بهذا العملِ لأنَّهُ يحتاجُ عِنايةً ومسؤوليَّةً بالغتين..
- أو أنْ تعملَ في تدقيقِ النُّصوصِ المتنوِّعةِ مِن قِصصٍ ومقالاتٍ ورواياتٍ وكُتبٍ ورسائلَ جامعيَّةٍ… إلخ، تدقيقًا لغويًّا، وهُناكَ مواقعُ مخصَّصةٌ لذلكَ عبرَ شبكةِ الإنترنت تُتيح لكَ فرصًا كثيرةً جدًا، حتَّى إنَّهُ يُمكنكَ كتابةُ المقالاتِ بشتَّى أنواعها للأشخاصِ الَّذينَ يطلبونهَا في تلكَ المواقعِ، ما يمنحُكَ مَردودًا ماديًّا لا بأسَ بِه، وبراعتُكَ في اللُّغةِ العربيّةِ ضروريَّةٌ في هذا المجال، فكُلَّما كانتْ أساليبُكَ مُتقنةً وعناوينُكَ لافتة زادَ الطلبُ على خِدماتكَ ولمعَ اِسمُكَ هُناك َأكثر وأَكثَر..
- كما أنَّك تستطيعُ الدُّخولَ في مجالِ دوبلاجِ الرُّسومِ المتحرِّكة والأفلامِ الأجنبيَّة أو حتَّى البرامجُ الوثائقيَّة والتَّعليميَّة، ولكنْ هذا يحتاجُ منك إلى بعض الإمكانيَّاتٍ والخبرةِ والموهبة..
- وتُمكِّنُكَ شهادتكَ الجامعيَّةُ أيضًا مِن إيجادِ وظيفةٍ في إحدى دوائرِ الدَّولةِ الحُكوميَّة لأنَّ ذوي الشهاداتِ لهمْ الأولويَّةُ في التَّوظيف كمَا هو معروفٌ.
♦ اقرأ أيضاً: اللغة العربية بحرٌ لا ينتهي
اغتنم فُرصتك لتنجح فيما تحب
لنْ تتخيَّلَ مِقدارَ الفرحِ الَّذي سيعتريكَ بعدَ كُلِّ درسٍ خُصوصيٍّ أو تدقيقٍ لِنصٍّ ما أو إنهاءِ إحدى تلكَ المقالاتِ، لأنَّكَ تكونُ قدْ أضفيْتَ بَصمتكَ الخاصَّةَ على المُجتمعِ وأثبَتَّ وجودكَ وفاعليَّتكَ فِيه، مُستعينًا باللَّهِ مُعتمدًا على نفسِك، ولا تنسَ الاِبتسامةَ الَّتي سترتسِمُ على ثُغورِ طُلَّابِكَ إنْ نالُوا درجاتٍ عاليةً، والسَّعادةَ الَّتي ستُراوِدُ صاحِبَ النَّصِّ الَّذي دقَّقتَهُ لأنَّكَ اِستطعْتَ تخليصَ عملهِ مِن كُلِّ الشَّوائبِ اللُّغويَّةِ ليظهرَ بأبهى حِلّة، وتذكَّر البهجةَ العارمةَ الّتي ستكونُ في أعينِ أقربائكَ عندما يرونَ مُشاركتكَ في دبلجةِ أحدِ تلكَ المسلسلاتِ التِّلفزيونيَّة…
وهذا كُلُّهُ لا يكونُ مُمكنًا للجميع لأنَّ الشَّغفَ بالعربيَّة يُولدُ مع الإنسانِ ويكبُرُ معهُ ويتغذَّى من إيمانه بعظَمتِها.. اغتنمْ الفُرصَ اُلتي تأتيكَ ولا تتجاهلهَا، فالحياةُ أقصرُ من أن تؤجِّلَ فيها عملَ اليومِ إلى الغَد، فابدأ من الآن وحاولْ أنْ ترتقي بما تملِكُ، ولا تستهِنْ بِنفسكَ فأنتَ تستطيع، نعمَ تستطيعُ فِعلَ الكَثير..!