تختلف كتابة المقالات الصحفيةعن المقال العادي في أنها مجموعة من الآراء والأدلة والمعلومات والتحاليل، والتي يكتبها الكاتب حول قضية محددة، والعنصر الشخصي ركن من أركان المقال الصحفي والكاتب في هذا الموضع له الحرية التامة في إبداء رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة، والتي تعبِّر عن وجهة نظره الشخصية، ويهدف الكاتب إلى إرشاد وتثقيف وإعلام أفراد المجتمع حول معلومة معينة مخفية عن أعينهم، ويعد المقال الصحفي نوعًا من أنواع المقالات الذي يزيد الوعي في المجتمع، ورغم أن المقال الصحفي في بادئ الأمر كان عبارة عن مقال عادي، وبعدها تحوَّل إلى خبر صحفي، إلا أن الفكرة ما زالت واحدة.
وكما قال أحد الخبراء إن المقالة الصحفية هي رسالة من العقل إلى العقل والقلب، بذلك التعبير يتضح لنا أن الخبر الصحفي له تأثير قوي على الرأي العام ويتحكم كاتب الخبر بأشياء كثير ربما تنفع أو تضر المجتمع حسب توجيه الخبر الصحفي، والمقال الصحفي في الحقيقة يُعتبر مؤشرًا ودلالة هامة على حرية البلد الذي يخرج منه المقال الصحفي، فربما ينتقد الخبر الصحفي النظام الحاكم في البلاد، وهو ما يسمى في بعض البلدان حرية الصحافة.
ومع التطور التكنولوجي الحديث لم يقتصر المقال الصحفي على الصحف والجرائد والمجلات، بل أصبحت المقالات الصحفية لها مكان هام في عالم مواقع الإنترنت، بل ربما صبَّ اهتمام الناس في الفترة الأخيرة على البحث عن الخبر الصحفي من خلال محركات البحث أو وضع موقع صحفي معين في المفضلة الخاصة به، وفي الفترة الأخيرة أصبحت كتابة الخبر الصحفي غير مقتصرة على كتاب بأعينهم، ولكن أصبح الأمر أوسع وأشمل حيث بإمكان أي شخص أن يكتب مقالًا على الإنترنت، ولكن بالطبع بقواعد وشروط معينة.
طريقة كتابة المقالات الصحفية:
كما تحدثنا سابقًا بأن المقال الصحفي مختلف عن المقال العادي، ومن ضمن هذه الاختلافات أسلوب عرض المقالة الصحفية، فتتكون من ثلاثة أجزاء (المقدمة، ثم الموضوع، ثم الخاتمة) وسنتحدث بشيءٍ من التفصيل عن كل جزءٍ.
المقدمة:
مقدمة المقال الصحفي من الأهمية بمكان، حيث إنها من أساسيات الخبر الصحفي، ويجب على الكاتب أن يخطف عين القارئ في هذا الجزء من المقال، حيث يجعل القارئ يتساءل عما يدور من أحداث في هذا المقال، ويجب أن يوجد توافق بين الأحداث في مقدمة المقالة ونصِّ الموضوع، وبالطبع توجد أساليب متنوعة ومختلفة في كتابة المقال، فيمكن أن يكتب كاتب الخبر مقدمة مثيرة للجدل أو مقدمة قليلة الكلام أو مقدمة شيقة لما هو سوف يتحدث عنه في باقي المقال، وهكذا.
منتصف الموضوع الخبري:
هنا تأتي مرحلة عمق المقالة والأحداث التي يتكلم عنها كاتب المقال الصحفي ويبدع في أسلوبه ويخطُّ بقلمه الخبر الصحفي المراد إيصاله للناس، ومن هنا يبدأ الكاتب في إبداء رأيه عن قضية معينة أو تحليل حادثة معينة بجانب إضافة وجهة نظره.
الخاتمة:
في هذا الجزء من المقال يُلخِّص الكاتب القضية التي قد تحدَّث عنها مع إبداء رأيه باختصار وما هو الصواب وما هو الخطأ والتفرقة بينهما، وإذا رأى الكاتب حلًا للقضية يكتبه أيضًا في الخاتمة.
عناصر كتابة المقالات الصحفية:
المقالة الصحفية تتألَّف من عدَّة عناصر ليست ثابتة، ولكن تختلف حسب ما يتناسب مع الخبر الصحفي وحسب ما يتناسب مع الكاتب نفسه، حيث يقوم كاتب الخبر الصحفي بعصف ذهنه وترتيب أفكاره قبل البدء في كتابة المقال.
• يجب عند كتابة المقالات الصحفية استحضار الفكرة في ذهن الكاتب الذي سيكتب عنها الخبر وهي التي تتمحور عنها المقالة الصحفية، ومن المهم أيضًا أن تكون الفكرة واحدة، حيث إن تعدُّد الأفكار يضعف الخبر الصحفي ويقوم بتشتيت ذهن القارئ، بالإضافة إلى أن الخبر الصحفي لا يسعى لتقديم أفكار متعددة على عكس المقالة العادية التي يمكن من خلالها تقديم أكثر من فكرة.
• أسلوب عرض وتقديم الخبر الصحفي يختلف حسب ما يريد أن يقدمه الكاتب، وبالطبع حسب ما يتناسب مع طبيعة الخبر، فمثلًا إذا كان الكاتب يريد أن يوضح رأيًا معينًا وإيصال فكرة محددة يقنع بها القارئ فيجب أن يكون الأسلوب لينًا ولطيفًا ورقيقًا لكي يستميل قلب القارئ بعيدًا عن أي قوة في الكلام، أما إذا كان المراد نقد شيءٍ ما مثل نقد سلوك ما فاسد، فيجب أن يكون أسلوب عرض الخبر الصحفي قويًّا وواضحًا ومباشرًا، وبالطبع يختلف الأسلوب حسب الموضوع الذي يتناوله كاتب الخبر، فمثلًا الحديث عن مدح أو تدعيم شيءٍ ما مختلف عن نقد والاعتراض عن شيءٍ ما آخر.
• تحديد هدف المقالة الخبرية من الأمور ذات الأهمية القصوى؛ لأنه كلما تم تحديد الهدف من الكاتب تقرَّب أكثر من القارئ حتى لو كان القارئ معارضًا للخبر يكون وقتها النقد بطريقة بنَّاءة، فربما يكون الهدف تثقيفيًّا معلوماتيًّا، ويمكن أن يكون الهدف إقناعيًّا مؤثرًا، فالأول يريد الكاتب أن يقوم بتوضيح وتعليم القارئ معلومة معينة، والثاني يريد الكاتب أن يقوم بإقناع القارئ بشيءٍ هو في الأساس غير مقتنع به أو يحوم حول الهدف جدل بشكلٍ كبير.
• خلوّ المقالة من أي أخطاء لغوية أو نحوية، والبُعد عن الأسلوب المُعقَّد غير الواضح في عرض الخبر، والذي ينفِّر القارئ من أول سطور يقرؤها في المقالة الصحفية.
• الجمع بين الفائدة والمتعة معًا، فيمكن أن يتضمن الخبر الصحفي سخرية مثلًا أو استخدام ألفاظ شيقة محببة للقارئ والبُعد عن الإطالة الزائدة على الحد لأن المقالة هنا صحفية، وليست مقالة عادية، فأسلوب عرض الخبر الصحفي مختصر إلى حد ما ومفيد في نفس الوقت لكي يحصل الكاتب في النهاية على المراد.
• عند كتابة المقالات الصحفية يجب مراعاة علامات الترقيم من أجل الترابط والتوضيح وجعل المقالة الصحفية متكاملة من الناحية اللغوية للحصول في النهاية على مقالة ممتعة.
• التأثير والإقناع من الأشياء التي يجب أن يهتم بها كاتب الخبر الصحفي، وذلك يتم من خلال اللجوء إلى الأسلوب العقلي الإقناعي الممتع بالاعتماد على الدلائل والحقائق والحجج بالإضافة إلى الأسلوب العاطفي المؤثر.
• قراءة بعض المصادر والاطلاع على كل ما هو متعلق بالخبر الصحفي المراد الحديث عنه لكي يكون الخبر الصحفي صحيحًا 100%، ولكي لا تهتز ثقة القارئ من الخبر الصحفي المكتوب من قبل الكاتب.
• تفريغ كل الأمور المهمة على ورقة خارجية بجانب العصف الذهني وترتيب الأفكار وسرد الأدلة والبراهين التي سيتم الاعتماد عليها في كتابة المقالة الصحفية، والاطلاع على مصادر موثوقة والبحث عن الخبر المراد الكتابة عنه.
• يجب أن تكون المقالة مقبولة من جانب أفراد المجتمع حتى يهتم بها القارئ ويقتنع بها ويجب أن يضع الكاتب في ذهنه أن بعض المقالات لا يبدي فيها رأيه مثل التعبير عن رأي الصحيفة نفسها.
كتابة المقالات الصحفية أسلوب مختلف ومميز في عرض الفكرة، والتي من أهم عواملها جذب انتباه القارئ لقراءة الخبر الصحفي إلى النهاية.