يُوصف المقال بأنَّه نصٌّ نثريٌّ سرديٌّ له بنيةٌ خاصَّةٌ، ويحمل فكرةً أو موضوعًا ذا دلالة مُعيَّنة أو قضيَّة جديرة بالمُناقشة قائمة على أسلوبي الإقناع والإمتاع، وعلى الانفعال الوجداني، ويكون المقال واضحَ الفكرة والمغزى، وقائمًا على دقَّة المُلاحظة، ولا بد لكُلِّ إنسان أن يتعلم كيف يكتب مقالًا، فقد يتعرَّض في عديدٍ من المواقف التي يضطر فيها إلى كتابة مقال ما للتعبير عن قضيَّة أو إيصال فكرة. لذلك نُقدِّم طريقة في كيفية كتابة المقال.
محاور المقال:
ما المقال؟
ما العناصر الأساسية لكتابة المقال؟
كيف نكتب مقالًا؟
ما المقال؟
المقال نصٌّ مكتوبٌ يطرح موضوعًا واحدًا على شكل فكرة أو عدَّة أفكار مُترابطة، ويتكوَّن المقال غالبًا من مدخل أو مقدمة، وفيها لفت انتباه القارئ للموضوع، ونجد الجوهر أو المضمون، وفيه تُعرض تفاصيل الموضوع والأفكار المتعلقة به، ثمَّ النهاية أو الخاتمة، وفيها خلاصة أو استنتاج لما جاء في مضمون المقال.
وهناك عناصر أساسية وخطوات تمكنك من كتابة مقال بشكل ميسر، وهي كالتالي:
ما العناصر الأساسية لكتابة المقال؟
للحصول على مقال مُكتمل شكلًا ومضمونًا لا بدَّ من توفُّر العناصر التالية:
1-ضبط العنوان: يُعدُّ العنوان من أساسيات المقال، ولا بدَّ من حُسن الاختيار حتى يُساهم في جذب القُرَّاء، ونجاح المقال، وينبغي مُراعاة عدم التكلف فيه والتأكُّد من وجود علاقة وثيقة بين المقال وعنوانه.
2-ضبط مقدمة المقال: لا بدَّ أن يتوفَّر المقال على تمهيد للفكرة التي يتحدث عنها الكاتب ويُريد أن يُوصِّلها للقارئ، إذ لا يمكن دخول الكاتب مباشرة إلى صُلب المضمون.
3-مضمون المقال: في المضمون يجب مُراعاة ترتيب الأفكار وبنيتها والتسلسل الجيد للنقاط واستعمال الألفاظ المناسبة الخادمة للفكرة، وإدراج الصُّور والتشبيهات الفنية مع ضرورة مُراعاة علامات الترقيم والتأكُّد من سلامة اللغة.
4-خاتمة المقال: لا بدَّ أن يختم الكاتب مقاله بطريقة توحي للقارئ أنَّه قد أدَّى رسالته على أحسن وجه. مع عدم إضافة أفكار جديدة تحتاج إلى تعبير، ففي الخاتمة نُوجز ونُلخِّص ما كتبناه في المضمون باختصار. ولا ننسى المُراجعة اللغوية، والربط بين الأفكار، وضبط المفردات، والنظر في مدى تناسبها مع مضمون المقال.
كيف نكتب مقالًا؟
لكتابة المقال لا بدَّ من اتِّباع هذه الخطوات، وهي ضرورية وهامَّة لكلِّ من لا يُتقن الكتابة.
أوَّلًا: لا بدَّ من تحديد الغرض من المقال، أي ضبط الأهداف المُراد تبليغها في المقال، لأنَّ معرفة الأهداف تُحدِّد الخيارات التي سيُكتب بها المقال، فمثلًا يجب على الكاتب تحديد ما إذا كان هدفه تغيير آراء القُرَّاء في موضوع معين، أو مشاركتهم بعض المعلومات عنه، أو مشاركتهم تجربة ما.
أمَّا على مستوى كتابة المقال فيجب كتابة كلِّ معلومة في فقرة جديدة، دون أن ننسى العبارات التي تربط الفقرة الجديدة بالفقرة السابقة، ثم القيام بالربط بين الأفكار، حيث يحتاج القُرَّاء إلى تناسُق الأفكار خلال قراءة المقال، وهنا يجب إدراج أدوات الربط، لمساعدتهم على الانتقال من فكرة إلى أخرى. ثم نختم المقال بعدَّة استنتاجات، حيث يُلخِّص الاستنتاج المقال، ويُعطي نهاية للقارئ في ثلاث أو أربع جُمل مُوجزة، وهذه الاستنتاجات عبارة عن مراجعة للنقاط الرئيسية في المقال، مع التأكُّد من عدم إعادة تكرار الكلمات السابقة، ومن خلال الاستنتاج يمكن أن يُقدِّم الكاتب بإيجاز رأيه في الموضوع، مع الحرص على أن تُؤيِّد الجُملة الأخيرة فكرته الرئيسيَّة بطريقة واضحة ومُقنعة.
وبهذه الخطوات والمراحل نكون قد حصلنا على كتابة مقال جيِّد لافت للانتباه، ومُحقِّق لرواج كبير في صفوف القُرَّاء.