يُعَدُّ هذا الموضوع من أكثر المواضيع التَّنافُسيَّة التي يسعى كل كاتبي المُحتوى إلى تحقيقها، كيف يُمكن كتابة محتوى تسويقي يجذب القارئ ؟
هل فكَّرت يومًا لماذا لدى بعض كاتبي المحتوى شعبية كبيرة، فما لبثوا أن ينشروا المقال أو التدوينة حتى يتهافت عليهم القُرَّاء ويترقَّبوا مواعيد النشر بشغف؟ هل فكَّرت يومًا لماذا يُفضِّل القُرَّاء كتاباتهم؟ وهل يمكن أن تعلم السر وراء ذلك؟
كتابة مقال أو تدوينة تخطف الأبصار وتُجبر القُرَّاء على قراءتها أكثر من مرَّة ليس بالأمر السَّهل، بل يحتاج إلى تعلُّم أساسيات كتابة المحتوى، ثم الانطلاق بعدها، والتدريب وتطوير الذات للوصول إلى كتابة هذا النوع من المحتوى.
ونُشير هنا إلى أن ثمرة كتابة محتوى جيِّد لا تقتصر على جذب الجمهور فحسب، بل تدفع الجمهور إلى تنفيذ ما تطلبه منهم في نهاية المقال أو التدوين فيما يُسمَّى النداء الإجرائي، وهو بمثابة الأمر أو الطلب الذي تضعه في نهاية المقال ويقوم القارئ بتنفيذه تلقائيًّا.
ولكتابة كتابة محتوى تسويقي يجذب القارئ لا بد أن يحتوي على 5 عناصر أساسية لكل منها تكنيك معين سنُحاول توضيحه في السطور القليلة التالية:
أسس كتابة محتوى تسويقي
العنوان
بالطبع، العنوان الشيِّق يجذب القارئ؛ فالعناوين التقليدية لا تدفع القُرَّاء إلى قراءة المُدوَّنة أو المقال، لذا لا بد من أن تختار العناوين الجذَّابة التي تجذب القُرّاء وتُشجِّعهم على قراءة المقال ومشاركته مع أصدقائهم، وهناك أنواع كثيرة من العناوين التي تُثير اهتمام القُرَّاء، منها:
العناوين التي تحتوي على أرقام، مثل: أفضل 10 طُرُق لكتابة محتوى تسويقي.
أيضًا العناوين التي تحتوي على قصَّة، مثل: قصة رائد في المحتوى التسويقي.
العناوين التي تحتوي على إحصائيات، مثل: 95% من الدعاية للمنتج تتم على مواقع التواصل الاجتماعي.
والعنوان الذي يحتوي على سؤال، مثل: ماذا يدفع القُرَّاء إلى مُشاركة مقال دون غيره؟
الفقرة الأولى:
الاهتمام بالفقرة الأولى لا يقل أهمية عن الاهتمام بالعنوان، فإذا لم يجد القارئ في الفقرة الأولى ما يجذبه لقراءة المقال صدِّقني سيمتنع عن قراءته، وينتقل إلى موقع أو تدوينة أخرى، لذا لا بد أن تهتم بالفقرة الأولى وتجعلها مُثيرة لاهتمام القارئ ويجد فيها ما يجذبه لتكملة المقال، كأن تطرح فيها تساؤلات، أو تُخبر القارئ بمدى أهمية الموضوع بالنسبة له ولذويه.
وإذا نجحت في جذب اهتمام القارئ تأكَّد أنك قد حقَّقت مكاسبَ، وأن المقال سيؤتي ثماره، ولكن عليك أن تهتم بالخطوات الباقية لتكتمل المهمة، وتكون قد حصلت على الغاية من كتابة المقال أو الدوينة.
الاهتمام بمتن المقال
لا يعني أنك كتبت مقدمة شيِّقة أن مهمتك قد انتهت، ولا تهتم بمتن المقال، ولكن لا بد أن تُعطي أهمية له لا تقل عن المقدمة، وهنا نُشير إلى أنه لا بد من الاهتمام بسلاسة الأسلوب، والبُعد عن الإسهاب، والكتابة بأسلوب شيِّق، وألا نُكرِّر المعلومة حتى لا يملَّ القارئ ويشعر بأن المقال لا يقدم له شيئًا جديدًا.
ومن الأفضل تقسيم المقال إلى فقرات قصيرة لا تزيد على 3 أسطُر ووضع عناوين جانبية جذَّابة، والاهتمام بالوصل بينها.
خاتمة المقال
تأكَّد أن المقال الجيِّد سيجذب القارئ، ولكن الخاتمة ستترك الانطباع الأخير لديه، لذا اجعلها في صالحك، واهتم بالخاتمة، فيجب أن تضع فيها خلاصة ما ذكرته في المقال باختصار شديد، وأكِّد على المعلومات الهامَّة التي تُريد أن تتعلَّق في ذهن القارئ واجعلها شيِّقة حتى تدفع القارئ لتنفيذ ما تطلبه منه فالنهاية، كأن يقوم بتقييم المقال، أو يترك رأيه في السِّلعة أو الخدمة التي أشرت لها في المقال.
إن كتابة محتوى تسويقي جيِّد لا بد أن يحترم عقلية القارئ ويقدم له شيئًا جديدًا ليلفت انتباهه ويتعلَّق بذهنه ويدفعه تلقائيًّا إلى مُتابعة كل ما يخصُّ هذا المحتوى أو الكاتب الذي قام بكتابته، أمر ليس يسيرًا، ولكنها تحتاج إلى التدريب ومعرفة ما يحتاج إليه القارئ، وصياغته في شكل عبارات شيِّقة.