مترجم النصوص يقوم بمهمة في غاية الأهمية، حيث يقوم بترجمة النصوص باحترافية، فالترجمة هي عملية يتم فيها التواصل بين أكثر من طرف يتحدث بلغة مختلفة عن الآخر، والترجمة الاحترافية تلعب دورًا مهمًّا في التقريب بين الثقافات المُختلفة دون أن تعتدي على جمال تركيب اللغة الأصلية، أو الأُصول الأدبية التي تخص لغةٍ ما.
لذلك هناك صعوبة وأهمية في آنٍ واحدٍ للدور الذي يلعبه مُترجم اللغات المُختلفة، حيث إن كل لغة لها ما يخصها من جمال التراكيب في القواعد والمعاني الخاصة بها، وفي هذا الموضوع سوف نتعرَّف على أهم الأمور التي يجب الحرص على توافرها في مترجم النصوص، من خلال موقع "بيكسلز سيو" فتابعوا معنا.
أمور يجب توافرها في مترجم النصوص:
منذ أن ظهرت الترجمة، سواء ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية، أو ترجمة من العربية إلى الإنجليزية كانت هناك مدرستان في طريقة الترجمة.
- المدرسة الأولى كانت تؤيد بشدة أن تكون الترجمة حُرة لأي نص أدبي.
- المدرسة الثانية تُشجع وبشدة أن تتم عملية الترجمة بشكل حرفي لأي نص.
وبالطبع، لكل مدرسة مؤيدون، فمن قام بتأييد المدرسة الأولى كان يرى أن للمترجم حرية الإبداع عند ترجمة أي نص، وهذا من وجهة نظر من يؤيد المدرسة الثانية بأنه عمل يخلو من الأمانة اللغوية.
أما المدرسة الثانية فكانت ترى أن هناك أمانة في نقل أي نص، وكان مؤيدها يُطيع طاعة عمياء النص الأصلي ولا يُبدع في النص المترجم بأي شكل، وللأسف كانت المدرسة الثانية هي السائدة في هذا الوقت، وحاليًا هناك بعض الأمور الأساسية التي يجب أن تتوافر في مترجم النصوص حتى تتم الترجمة بشكل به كثير من الاحترافية، وهي كما يلي:
- القاموس:
رغم أن القاموس من الأساليب القديمة المستخدمة في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية والعكس، لكنه من أحد الأساليب المهمة في الترجمة النصية، والقاموس عبارة عن كتاب يختص بلغة محددة ويقوم بنقل مفرداتها إلى لغات أخرى، وهذا القاموس يساعد أي باحث أو مُترجم مُحترف على أن يصل للمعاني المختلفة للكلمة الواحدة.
ومن المعروف أن هناك أساليبَ مُحددة تُسهل من عملية البحث عن أي كلمة في أي قاموس، لأن معظم القواميس تستخدم أسلوبًا ثابتًا لعمليات البحث عن أي كلمة، فأي بحث عن كلمة الخطوة الأولى فيه هو تحديد الحرف الأول منها، ومصطلحه هو "باب" أو قد يكون فصلًا كاملًا.
ثم بعد ذلك يقوم المترجم بتحديد الحرف الثاني من الكلمة، وهكذا يضع الحروف بجانب بعضها حتى يصل بكل سهولة إلى الكلمة التي يريد أن يترجمها.
- برامج الحاسب الآلي:
شهدت الثورة التكنولوجية تقدمًا كبيرًا فيما يخص تصميم البرامج التي تُقدم خدمات مختلفة لمن يحتاج إليها، وقد حظيت برامج الترجمة على كثير من الأهمية من المتخصصين، فتم تصميم عديد من البرامج التي يُمكن لأي مستخدم أن يقوم بتنزيلها على جهازه الخاص، وتقوم بعملية الترجمة للكلمات أو لبعض النصوص الطويلة والقصيرة.
ورغم أن هذا الأمر يوفر الوقت على مترجم النصوص، لكنه لا يتميز بالدقة، وعلى المترجم المحترف أن يعيد مراجعة ما تمت ترجمته من نصوص حتى تصل إلى الشكل الاحترافي الذي يرضى عنه، لكن هذه البرامج من الأدوات التي يجب أن تتوافر لمن يريد أن يترجم أي نص.
- الشبكة العنكبوتية:
لا بد من أن يقوم مترجم النصوص المحترف بتوفير الإتصال بشبكة الإنترنت، لأنها ساهمت بشكل كبير في انتشار مواقع متخصصة تقوم بالترجمة الفورية وتوفر عدة أدوات منها مجموعة كبيرة من القواميس النادرة، وتقريب معنى الكلمات من خلال الصور والصوت.
كما أن هناك مواقع توفر أمثلة على المعنى المُراد من الكلمة، مما يجعل عملية الترجمة أسهل وأدق، وعلى أي مترجم محترف أن يتمكن من أدواته حتى يكون إنتاجه من الترجمة متميزًا وفريدًا، وسوف نخبركم بهذه الأدوات في السطور التالية.
عدة أمور لا بد من توافرها في المترجم المحترف:
هناك عدة أمور لا بد أن تتوافر في أي مُترجم مُحترف، وهي مُكملة لما سبق ذكره من أدوات، فالأدوات وحدها لن تصنع نصًا مترجمًا باحترافية، بل إن العامل البشري هو الأهم، ومن هذه الأمور ما يلي:
-
الإتقان الكامل للُّغتين:
من المستحيل أن يتم إطلاق اسم "مترجم" على شخص دون أن يُتقن لغتين على الأقل، وهناك اعتقاد خاطئ بأن الفرد الذي يُتقن المعرفة لبعض مرادفات أي لُغة أو مصطلحاتها يُمكن أن يكون مترجمًا، وأن ينقل معنى صحيحًا من لغة إلى الأخرى، بل إن على أي مُترجم حتى يكون ناجحًا أن يُتقن قراءة مشاعر الجُملة التي سوف يقوم بترجمتها.
فإن كانت الجُملة تريد أن تُعبر عن غضب أظهر هذا في ترجمته بشكل واضح، وهذا لا يحدث إلا من خلال معرفته بقواعد اللُّغتين، وعليه أن يتقن وصول المعنى إلى المُتلقي دون أن يزيد أو ينقص من النص الأصلي الذي قام بترجمته، مستخدمًا أسلوب به إمتاع وتشويق.
-
إتقان الثقافة الخاصة باللُّغتين:
ليس المهم في المترجم أن يُتقن قواعد اللغة فقط، ولكن عليه أن يُتقن الثقافة التي نشأت فيها اللغة، فهذا ضروري جدًّا لأن يعرف المترجم معاني الجُمَل الدارجة، وما التقاليد والعادات التي تأثرت بها هذه اللغة، وكيف تأثر الأدب في لغةٍ ما بثقافة الشعب الذي يتحدث باللغة، ويعلم جيدًا الفنون والقوانين والحياة التي تحكُم هذا الشعب، فكل هذا سوف يساعده في أن ينقل حرفيًّا ما كان يقصده النص المُترجَم.
-
إلمام كامل بمصطلحات اللُّغة:
مما لا شكَّ فيه أن هناك تخصصات كثيرة يُمكن للمترجم أن يختار منها ما يناسبه، وهذا أفضل وأدق، لأن لكل لغة مصطلحات خاصة بها، على سبيل المثال هناك المصطلحات القانونية والدينية، والطبية، والعسكرية، والعامة، والأدبية.
وكلها تخصصات تحتاج إلى تركيز من مترجم النصوص المحترف، فكلما تخصَّص في مجالٍ واحدٍ كلما زادت دقَّته في ترجمة أي نص، سواء كان نصًّا أدبيًّا أو علميًّا أو تقنيًّا أو اقتصاديًّا.
-
مهارة صياغة الترجمة:
من أهم ما يجب أن يتوافر في مترجم النصوص المحترف هو أن يُجيد صياغة ما قام بترجمته من نصوص، وهذا من خلال التزامه بسياسة جودة الترجمة المعروفة على مستوى المترجمين، بالإضافة إلى معرفته الواسعة بكيفية صياغة ما قام بترجمته وفقًا لمجال الترجمة الذي يتخصص فيه.
فإن كان نص ترجمة قانونيًّا عليه أن يعرف ما الجُمل المناسبة له في الترجمة، وإن كان نصًّا علميًّا فعليه أن يستخدم ما يناسبه من تعابير خاصة به حتى تصل الترجمة إلى أدق مراحلها، وحتى يتميز النص بالدقة المطلوبة على المترجم أن يعرف الوسائل اللغوية المُتَّبعة لإضفاء روح جديدة على النص دون الإخلال بمعناه الحقيقي.
قدَّمنا لكم أعزَّاءنا القُرَّاء كل ما يخص ترجمة النصوص باحترافية والأدوات التي يجب توافرها لدى أي مترجم يُريد أن يصل بعمله إلى المستويات الاحترافية، ومما لا شك فيه أن لكل مُترجم مُحترف أدوات خاصة به ابتكرها بناءً على ما مرُّ به من خبرة في مجاله، فنتمنى أن تقوموا بمشاركة خبراتكم الخاصة معنا ومعرفة مزيد من الأدوات التي يتمكن بها أي مُترجم من الوصول إلى الاحترافية.