بدأت رحلتها تلك اللؤلؤة في أعماق الخليج العربي، وعلى مبعدة من برج خليفة في دبي، أو على مقربة منه تقوم صناعة اللؤلؤ، حيث تُعدُّ الإمارات العربية المتحدة من الدول الأكثر استخراجًا للؤلؤ في العالم.
لؤلؤة تهتز في عقد منظوم على جيد امرأة فائقة الجمال في لندن أو باريس أو واشنطن أو برلين تبين إلى أي مدى اعتبر اللؤلؤ كحجر كريم مقياسًا للروعة والجمال.
تتدحرج رويدًا اللؤلؤة (من اللؤلؤ الذي هو حيوان بحري له محارة صغرت أم كبرت) أمام النساء في مخيلتهن أو في أرض الواقع، وتتحف بيوت الموضة في العالم الأرقى الغني الثري، ذوات البشرة البيضاء والسوداء والحمراء بمزيد من الألفة والجمال بفساتين طُعِّمت باللؤلؤ أحيانًا وبالعاج مرة أخرى.
يقول إميل لودفيج في تعليقه على اغتيال حيوان بري "وهكذا تسقط.. من أجل إوزة"، يعني أن حيوانًا أو طائرًا بريًّا يقتل من أجل رفاهية إنسانة لا تعرف قيمة إلا للمال، وكل الأدلة تشير إلى أن ذلك لا ينطبق على استخراج اللؤلؤ، فاللؤلؤة الناضجة تعطي قيمة لحاملتها، ثم إن هذه اللؤلؤة هي ثمرة حياة هذا الحيوان البحري.. ثمار البحر هذه تستقر في القاع ثم يغوص البحري خلفها ليستخرجها وتصل إلى جيد النساء وملابسهن الفاخرة.
اللآلئ أيضًا كتاب في فن التجويد يدور حول موضوع التجويد؛ حيث كونه علمًا أو فنًّا، وقد وضع هذا الاسم تشبيهًا للكلام باللآلئ، منه أيضًا كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي الذي كتب فيه الحياة الثقافية، ورصد فيه الحضارة العربية الإسلامية في أفضل أوقاتها في الغرب، وسُمِّي العقد الفريد تشبيهًا له بالعقد المصاغ من اللؤلؤ، وكل لؤلؤة لها اسم على حسب حجمها، ومنها الجمانة، وهى واسطة العقد، وشبه باللؤلؤ الغلمان ذكران أهل الجنة الذين يخدمونهم..
يقول ابن الرومي في قصيدته الشعرية التي يرثي بها ولده:
توخى حمام الموت أوسط صبيتي
فلله كيف اختار واسطة العقد
اللؤلؤ يتلألأ في اللآلئ:
بعض المدن تتلألأ بالأضواء كاللؤلؤة مثل دبي، وقد وضع تخطيط مدن الإمارات كلها نجل الراحل الشيخ حسين مخلوف شيخ الأزهر الشريف، لذلك فإن دبي تُعتبر لؤلؤة تتناغم فيها الأضواء مع اللآلئ التي يغوص وراءها الغواص في أدنى الخليج العربي، وكما أن اللؤلؤة ثمينة فإن دبي أيضًا غالية؛ حيث تستحوذ على أكبر نسبة استثمارات في العالم العربي، وهى باريس الشرق الآن، يلتقي فيها أهل الشرق والغرب في لحن مالي ومادي، يدندن حوله الجميع.
بيروت هي الأخرى لؤلؤة الشرق، فقبل اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية كانت بيروت تتوهج كما تتوهج باريس تحت برج إيفل وحوله… لقد وصلت فيها النظم المصرفية أو الجهاز المصرفي أعلى مستوياته حتى قيل إنها تشبه سويسرا، وما أدراك ما سويسرا بلد المال والصناعة.
الإسكندرية – أيضًا – لؤلؤة مصر التي تُعدُّ ثاني مدن مصر الكبرى بعد القاهرة.