دراسة حالة تتطلَّب نظامًا ومنهجًا، بهدف الوصول إلى الأهداف الموضوعة سلفًا من جانب الباحث، ودراسة الحالة تبدأ بملاحظة مشكلة معينة، ومن المهم أن تكون هذه المشكلة واقعية، بمعنى مُكرَّرة وواضحة، وَمِنْ ثَمَّ الرغبة في تفصيلها، والتعرف على مكنونها، والأسباب التي أدت إلى نشوئها، وفي النهاية وضع النتائج الدقيقة مع طرح تفسيرات مُقنعة.
عناصر المقال:
- ما طبــيعة دراسة الحالة كمنهج علمي؟
- وما الهدف من دراسة حالة معينة؟
- ما خــطوات دراسة الحالة بأسلوب علمي؟
- وما الأدوات الدراسية التي تستخدم عند دراسة حالة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما طبيعة دراسة الحالة كمنهج علمي؟
منهج دراسة الحالة أو المنهج المونوجرافي شُعبة من منهج علمي رئيسي يُسمَّى منهج دراسة العلاقات المُتبادلة، والأخير من بين شُعب المنهج الوصفي العام، وهو يهدف إلى تتبُّع مشكلة من خلال وصفها كما هي في الطبيعة، وتجميع أكبر قدر من البيانات والمعلومات، وفي النهاية طرح ما يتوصل إليه الباحث من استنتاجات.
ما الهدف من دراسة حالة معينة؟
إن الهدف المحوري من دراسة حالة معينة هو التوصل لحلول مُجدية لمُعالجة قضية أو مشكلة، وقد يكون الهدف تعميم النتائج على حالات مثيلة؛ من خلال وضع قاعدة أو مُسلَّمة أو نظرية.
ما خطوات دراسة الحالة بأسلوب علمي؟
- تحديد المشكلة المُراد دراستها: في بداية خطوات دراسة الحالة يقوم الباحث بتحديد المشكلة بجميع جوانبها، ويُطلقون على تلك المرحلة الشعور بالمشكلة من جانب المتخصص، والتحفز لتفنيدها.
- وضــــــع الأسئلة والفرضيات: طالما وُجدت مشكلة فإن ذلك يُثير تساؤلات من جانب الباحث، وَمِنْ ثَمَّ الحاجة للإجابة عنها، وكذلك يمكن وضع فرضيات؛ بمعنى علاقة بين متغيرين في صورة خبرية، ويعتبر الباحث الفرضيات حلًا للمشكلة بصورة محتملة وغير مؤكدة، بمعنى يلزمها اختبارات إجرائية.
- تجميع البيانات والمعلومات: وتلك من أهم مراحل دراسة حالة؛ حيث يقوم الباحث بجمع المعلومات والبيانات، وتنقسم تلك المعلومات إلى معلومات عير مباشرة، ويُقصد بها الاطلاع على المصادر والمراجع والمقالات والدوريات التي تتضمَّن بيانات عن تلك المشكلة، أو المعلومات المباشرة، ويتمثَّل ذلك في استطلاع رأي عيِّنة من الأفراد ممن تتضح فيهم السمات والخصائص التي يُفتِّش عنها الباحث.
- استخدام التحليل الإحصائي: أصبح التحليل الإحصائي عنصرًا حيويًا ومحوريًا في تبويب وتلخيص وتحليل البيانات، ودون ذلك ستصبح الدراسة عشوائية، ولن يتم التوصل لاستنتاجات دقيقة، وهناك تطبيقات مختلفة يمكن استخدامها في ذلك، ومن أبرزها تطبيق STATA، وEXCEL، وSPSS، وغيرها.
- صياغة النتائج ووضع الحلول: في ضوء المعلومات التي تم استشفافها من المصادر والمراجع والتقارير، وكذلك ما تم بلوغ عبر التحليل الإحصائي يقوم الباحث أو القائم بدراسة حالة بوضع النتائج، ثم يطرح توصيات لحل المشكلة.
ما الأدوات الدراسية التي تستخدم عند دراسة حالة؟
يوجد مجموعة من أدوات الدراسة التي يمكن أن يستخدمها القائمون بدراسة حالة محددة، وسنوضحها فيما يلي:
- الاستقصاء (الاستبيان): وهو عبارة عن نموذج يتضمَّن مجموعة من الأسئلة التي تهدف الحصول على معلومات محددة، وتصغ تلك الأسئلة في ضوء المشكلة التي يحددها الباحث، ومن أهم أنواع الاستبيانات كل من: الاستبيان المغلق، ويحتوي على أسئلة تقيد بإجابات يطرحها البحث، ويختار منها الباحثون ما يناسبهم، وهناك الاستبيان المفتوح، ويحتوي على أسئلة يجيب عنها المستجيبون دون التقييم بإجابات، وهناك الاستبيان المفتوح المغلق، ويتضمَّن أسئلة مغلقة ومفتوحة في الوقت نفسه.
- المقابلة: هي عبارة عن حوار يحدث بين الباحث ومجموعة من الأفراد، ويُلقي فيها الباحث أسئلة مفتوحة أو مغلقة أو مغلقة مفتوحة في الوقت ذاته، وهي وسيلة مثالية للحصول على المعلومات والبيانات، وكذا التعرف على انفعالات المفحوصين.
- بطاقة الملاحظة: ويستخدم الباحث في ذلك النوع من أدوات البحث حواسه الجسدية؛ مثل: الرؤية والسمع واللمس والشم، ويُدوِّن ذلك في بطاقة، ثم يقوم بتقييم السمات والصفات.