هل فكَّرت يومًا في نسبة المُحتوى العربي على شبكة الإنترنت مقارنةً بنسبة المُحتوى العالمي أو أي مُحتوى آخر على صفحات الويب؟ دعونا أولًا نقُل إن المُحتوى العربي على مواقع الويب هو مصطلح يُطلق على أي نوع من أنواع المُحتوى باللغة العربية، سواء كان مُحتوى كتابيًّا أو صورًا أو فيديو أو إنفوجرافيك أو أي شكل من أشكال المُحتوى الذي يستهدفه المتحدثون باللغة العربية.
وعندما نخوض في التحدث عن النسبة الخاصة بالمُحتوى العربي فنعني هنا المؤشر أو النسبة المئوية التي تتوافر على شبكة الإنترنت ككل على جميع مواقع الويب، وقبل أن يطول الحديث عن هذا الموضوع أريد أن أشير أولًا إلى النسبة المئوية التي هي محل حديثنا في ذلك اليوم، لأني أحب في أسلوب كتابتي ومقالاتي أن أكون واضحًا وأضع يد القارئ على النقاط الهامة أولًا قبل الخوض في أي موضوع، ونسبة المُحتوى العربي مقارنةً بباقي نسب المُحتوى، وبكل أسف 3% فقط! وذلك النسبة إن دلت على شيء فإنما تدل على فقر وضعف المُحتوى العربي.
وعلى الرغم من أن إقامة فاعليات مؤتمر عربي خاص بالإنترنت اختتمت في العاصمة بيروت في عام 2012 ودعت إلى تعزيز المُحتوى العربي وبناء ويكيبديا خاص بالعرب، فإن المُحتوى العربي ما زال فقيرًا وضعيفًا، ويرجع السبب وراء تلك النسبة إلى عدة نقاط سوف نعرضها عليكم في السطور القادمة.
-
المنافسة غير الشريفة في بعض الأحيان:
صناعة المُحتوى تتوجب العديد من الإبداعات والأشكال الخاصة، فلا يمكن أن ينافس المُحتوى ما دام مليئًا بعدم الإبداع أو قلته ويعتمد فقط على مبدأ التقليد أو مبدأ النسخ واللصق، وبكل أسف ما زال العرب ينافسون بعضهم بعضًا بطرق غير شريفة مثل: المُحتوى المنسوخ والمكرر في عدة مواقع، فتراه لا يريد أن يبذل مجهودًا في كتابة مُحتوى فريد وحصري لموقعه، ويعتمد على كتابة مقالات من خلال مواقع أخرى، وبالتالي يظهر المُحتوى في النهاية بشكل سيئ ويضر كلًا من الطرفين الناسخ والمنسوخ منه.
-
فقر المصادر العربية على الشبكة:
ليس هذا الأمر منطبقًا على كل المجالات، ولكنَّ الكثير من المجالات، فإذا أردت عمل بحث علمي خاص بهذا المجال لا تجد مصادر عربية شاملة ووافية وشافية لهذا الموضوع، ويلجأ الكثير من الباحثين والطلاب إلى المصادر الأجنبية والإنجليزية، وينطبق الأمر بالطبع على كتابة المُحتوى العربي، ولكن في الفترة الأخيرة ازدهرت الكثير من المجالات والتي لها العديد من المصادر والمراجع التي يعتمد عليها الكثير من أصحاب المواقع، ولا شك أن الاعتماد الأول والأخير هو على المصادر الأجنبية.
-
ضعف جودة الإنترنت!
رغم أن هذا العامل عامل مساعد فقط على التأثير السلبي بالمُحتوى العربي على الإنترنت، ولكنه عامل هام، فالكثير من المستخدمين إلى الآن لديهم مشاكل في وصول الإنترنت إلى منازلهم لسبب أو لآخر، لكن بالفعل يعاني الكثير من العرب من مشاكل الاتصال غير الدائم على الإنترنت، ويعتمد الكثير من المستخدمين في كتابة مقالات أو كتابة أبحاث على مقاهي الإنترنت، وبالطبع هذا أمر يؤثر بشكل سلبي على كتابة المُحتوى الإبداعي على الإنترنت.
-
الأوضاع غير المستقرة في كثير من بلدان العالم العربي:
نحن لسنا في مقام ذكر أي أسباب سياسية، ولكن تؤثر بالفعل تلك الأسباب على كتابة مُحتوى عربي غير مستقر وفقير بالعديد من العناصر والخصائص، فترى بلدان كثيرة تعاني من الأساسيات المعيشية مثل الطعام والشراب والملبس، فما بالك بالخدمات الأخرى مثل الإنترنت؟
وإلى هنا نكون قد سردنا أهم أسباب فقر وضعف المُحتوى العربي، ولماذا باتت نسبته قليلة جدًّا بالمقارنة بباقي المُحتوى العالمي، وأنصحكم بتصفُّح باقي مقالات موقع شركة بيكسلز سيو للحصول على أفضل معلومات عالم المُحتوى.