الكتابة الإبداعية تعني صياغة نصوص تأسر ألباب وعُقول القُرَّاء، وفي الوقت نفسه تحقيق الغاية من الكتابة، واللغة العربية غنية بالمفردات والتراكيب، التي يستطيع عن طريقها الكاتب أن يصوغ ما يحلو له من جُمل، وفي الوقت ذاته يجب أن تكون هناك خلفية معلوماتية كبيرة عما يتم تدوينه؛ كي تتجلَّى الأمور وفقًا للتفصيلات المطروحة، وجميعنا قد صادف موضوعات في ميادين مختلفة، وطالعها بتمعُّن واستمتاع، وأعاد الكرَّة مرَّةً أخرى وقرأها من جديد، وكأنها تُقرأ لأول مرَّة، فما السبب في ذلك؟ بالطبع إنها الكتابة الإبداعية التي تتطلَّب أُسُسًا ومهارات وخبرات.
أسئلة المقال:
- ما الكتابة الإبداعية؟
- كيف تصبح كــاتبًا مبدعًا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الكتابة الإبداعية؟
يختزل كثير من المهتمين الكتابة الإبداعية في كونها تعبيرًا عن الأحاسيس والمشاعر الداخلية؛ من خلال اختيار المفردات المناسبة، وَمِنْ ثَمَّ صياغة الجُمل المُترابطة، والأمر أكبر من ذلك وما سبق ذكره عبارة عن شق من الكتابة الإبداعية في ثوبها الأدبي، ودون التطرق لعموم الكتابة الإبداعية التي قد تكون علمية أو أدبية، وبالطبع يندرج تحت ذلك صنوف لا حصر لها، ومنها الشعر والقصص والمسرحيات والروايات والمقالات العلمية البحتة.
لقد عُرفت الكتابة الإبداعية من جانب كثير من الخبراء، ومن خلال ألفاظ أكاديمية مُؤصَّلة، وما يهمنا في ذلك هو التعريف الاصطلاحي الذي يتمثَّل في كون الكتابة الإبداعية عبارة عن كتابة مُتفرِّدة ومُغايرة، ويستمتع بها القارئ، وتحقق الهدف منها أيًا كانت كُنهُه.
كيف تصبح كاتبًا مبدعًا؟
القراءة والاطلاع قبل الكتابة: كثير من الكتاب ينخرطون مباشرة في كتابة الموضوعات، في ظل ما يمتلكونه من قشور معلوماتية، والنتيجة عبارة عن نصوص مُرهَّلة، وخلط في الأفكار، وعدم تحقيق الهدف من الموضوع المكتوب، لذا فإن من أهم الصفات الواجب توافرها فيمن يقدم الكتابة الإبداعية أن يكون مُلمًّا بجنبات الموضوع المطروح، وذلك لا يأتي إلا بالقراءة والمُطالعة، ومن مصادر ومراجع متعددة؛ بهدف التقصِّي والتَّحرِّي وتقديم الصحيح.
الاستمتاع بما يكتب:
إن الكتابة الإبداعية تتطلب مُؤلفًا أو كاتبًا ذا مواصفات خاصة، ومُحبًّا لما يقوم به من عمل، والعمل الكتابي الإبداعي له جانب يحقق المتعة لمن يهواه؛ فهو ليس عملًا نمطيًّا أو كلاسيكيًّا يتطلَّب حضورًا وانصرافًا، وفي النهاية التوجُّه للمنزل ونسيان ما تم عمله، والأمر أكبر من ذلك، يجب أن يستمتع الكاتب بما يُدوِّنه؛ وبالطبع فإن ما ينال الكاتب من انشراح وسعادة عند قراءته لما يكتب؛ سينال المُطالعين الآخرين.
التــــفرد وتقديم الجديد:
التقليد والتكرار لما نسجه الآخرون من نصوص هو الأسهل، سواء أكان ذلك بطريقة مباشرة، مثل الاقتباس، أو بطريقة غير مباشرة من خلال إعادة النقل بالمعنى، وفي النهاية لن يُؤتي ذلك ثماره، والإبداع يتطلَّب تفرُّدًا وتفكيرًا فيما يمكن أن يكون جديدًا، وفي الوقت ذاته ذا عُمق، ويمكن أن يصل لقلب القُرَّاء على حسب الفئة المُستهدفة.
خلو الكتابة من الأخطاء:
تتعدَّد أخطاء الكتابة، ومنها الأخطاء الإملائية، والأخطاء النحوية والصرفية، وأخطاء الصياغة، ولكي يصبح الكاتب مُبدعًا يجب أن يتجنَّب تلك السلبيات بالكُليَّة، فما فائدة كتابة إبداعية تطرح الجديد، وتشوبها أخطاء متعددة؟ وفي ذلك فإن كثيرًا من الكُتَّاب المُبدعين يتجنَّبون ذلك من خلال إسناد ما يقومون بكتابته من موضوعات ومقالات إلى مُدقِّقين لُغويين يقومون بأعمال المُراجعة، والخروج بالمُنتج خاليًا من أخطاء الكتابة.
التواصل مع أصحاب الخبرات:
لا حدود للعلم والتعلُّم، ومن المهم على من يرغب في تقديم كتابة إبداعية في مجال معين أن يتواصل مع أصحاب الخبرات ممن يتمتعون بالرأي السديد، ويسألهم عن رأيهم فيما يقوم بكتابته، وبالطبع سيستقي منهم معلومات تساعده في تجاوز السلبيات، وتعظيم الإيجابيات، وبلوغ مرحلة لائقة من النُّضج.
مُطالعة آراء القُرَّاء فيما يكتب:
من المهم على من يرغب في تقديم كتابة إبداعية أن يتواصل مع القُرَّاء، ولم يُخلق أحد مُبدعًا من بدايته، ويتطلَّب ذلك جُهدًا وصبرًا وخبرة؛ لذا يجب استطلاع آراء المُطالعين، وتقبُّل النَّقد بصدرٍ رَحِبٍ، وَمِنْ ثَمَّ التَّعديل والتَّطوُّر.