يفتح التسويق بالعمولة أو ما يُعرف بين المتخصصين بمُسمى الأفلييت آفاقًا رحبة أمام الشباب والخريجين عبر النهوض بمستقبلهم المادي من خلال تسويق السلع والمنتجات والخدمات التي يكثر عليها الإقبال والطلب في مقابل عمولة تتضاعف بتضاعف تركيز الشاب وزيادة مبيعاته.
ولكن أمر التسويق بالعمولة ليس على هذا القدر من اليسر أو البساطة، بل هو علم يشتمل على العديد من الأفكار ويقوم على الكثير من الأسس، كما أنه يتطلب أدوات ومهارات ذاتية ومادية خاصة حتى يوصف الشخص بأنه مسوق إلكتروني، وحتى يستطيع جني الأرباح من عمله.
هذا المقال دليلك الشامل في التسويق بالعمولة لتعلم من أين تبدأ، وكيف تكتسب خبرة الأولين، وكيف تحقق أرباحًا وتُعظِّمها.
تعريف التسويق بالعمولة الأفلييت Affiliate Marketing
يقوم مفهوم التسويق بالعمولة على تبادل منفعة بين المُعلن وهو صاحب السلعة أو الخدمة وبين المُسوق، حيث يعمد المسوق إلى ترويج وتسويق منتجات المعلن مقابل عمولة من الأرباح بمعدل معين متفق عليها سلفًا.
وهنا نجد أن كلًا من الطرفين له حقوق وعليه واجبات، فبالنسبة للمعلن عليه الشروع في التعامل بنظام التسويق بالعمولة لما يمتلكه من منتجات مع تحديد المرتكزات والمعايير التي تتحكم في هذا النظام وتقوم عليه، وفي المقابل من حقوقه الإستفادة من النظام بالبيع وتحقيق الأرباح.
بينما المسوق فعليه المشاركة في النظام المُخطط بشروطه ومعاييره ما لم يكن عليه مشاركة المعلن في تخطيط النظام من الأساس في حالة قبوله من جهة المعلن واستيفاءه لكل الشروط المقررة من المعلن، في مقابل جني جزء من الأرباح تحت مسمى عمولة لكل عملية بيعية تامة لأحد منتجات المعلن.
اقرأ أيضًا: التسويق عبر مواقع التواصل
من ههنا يتضح أن قبول المعلن العمل مع المسوق وإبرام الاتفاق بينهما ينتظر كل شخص من الآخر لعب الدور المنوط به، المعلن ينتظر ارتفاع المبيعات خاصته، والمسوق ينتظر دفع المعلمن للعمولة المقررة بواحدة من طرق الدفع افلكترونية وأهمها التحويلات البنكية أو الإيداعات الإلكترونية مثل المتوفرة في باي بال paypal.
وجدير القول أنه أحيانًا ما يتخذ الطرفين طرفًا ثالثًا ذو مغزى وأساس في العملية التسويقية أهمها ضمانات تحقيق المستهدفات وتعزيز الثقة المالية بين الطرفين.
وتبدأ رحلة العمل بعد قبول المعلن لعمل المسوق معه بمنحه رابط أو كود خاص به يبدأ في نشره لتوجيه الزوار من خلاله نحو ما يتم تسويقه من منتجات.
مرتكزات أساسية في التسويق بالعمولة
مجال الافلييت له العديد من المرتكزات والقواعد، حيث إنه لا يقتصر فقط على البيع المباشر للسلع والخدمات، ولكن:
- يشتمل التسويق بالعمولة بجانب تسويق المنتجات على كسب كل فعل للزائر في مصلحة العملية البيعية، لذلك نجده يبدأ من الاشتراك في القائمة البريدية الخاصة بعرض المنتجات، وينتهي إلى إتمام عملية بيع، وفي المنتصف يحقق المسوق نجاحًا عندما يعمد الزائر إلى تنزيل وتنصيب التطبيق أو اللعبة محل التسويق، وكذلك حينما يشترك في موقع ما أو يُجري تنزيلًا لأحد الملفات.
- التسويق بالعمولة عالم متخصص متنوع الروافد، لذا نجد الشركات المتخصصة فيه ليست كلها على وصف واحد، بل تتنوع إلى شركات CPA و CPI و CPL ولكل منها مهمات وأُطر عمل خاصة، فنجد مثلًا شركاتCPA في نظام الافيليت ما هي إلا شركات وسيطة بين المعلن والمسوق، أي أن التعامل يكون بين المعلن والشركة من جهة وبين المسوق والشركة من جهة، وبالتالي لا إلتقاء مباشر بين المعلن والمسوق، وهذه من المرتكزات المهمة التي يقوم عليها العمل في التسويق بالعمولة.
- أصبح من المؤكدات أن عمولة الافلييت متغيرة وليست ثابتة، بمعنى أنه أحيانًا ما يُتفق على التسويق بالعمولة مقابل نسبة من سعر المنتج المباع، وأحيانًا يُتفق على مبلغ محدد في مقابل نفاد الكمية محل البيع أو مع بيع كل وحدة منه، علاوةً على أشكال متعددة من جني الأرباح من التسويق بالعمولة يحصل فيها المسوق على المال حينما يشاهد الزائر صفحة المنتج أو ينقر على تفاصيله أو يسأل عنه أو يشترك في القائمة البريدية الخاصة به، في حين يكثر ويتعاظم الربح بإتمام البيع إتمامًا كاملًا.
الاحتياجات البديهية لنظام التسويق بالعمولة
- كل مسوق بالعمولة يحتاج بالضرورة إلى سلعة أو منتج أو خدمة محل قوة ومحل إقبال، وهنا من الواجب عليه اختيار شئ يحوذ على اهتماماته ويشبع قناعاته الشخصية، لأن ذلك يسهل عليه كثيرًا في ابتكار وإبداع الأفكار التسويقية له، والوصول إلى المبتغى هنا إما أن يتم بالبحث فيما تعرضه الشركات الوسيطة CPA، أو بالبحث في الموقع الخاص بالمعلن مباشرة والاشتراك في منظومة الافلييت المقررة منه.
أمثلة على الشركات الوسيطة: العديد من المتاجر الإلكترونية تتيح للأفراد إمكانية التسويق بالعمولة وفق اشتراطات وقواعد موضحة على مواقعها الرسمية منها جوميا وخمسات وسوق وغيرهم الكثير.
- بإمتلاك الشئ القابل للتسويق والولوج إلى نظام التسويق بالعمولة الخاص به يكون المسوق قد قطع نصف الطريق، ويتبقى له امتلاك مصدر مناسب يسمح له بلقاء زوار شغوفين بما هو محل التسويق لكي يتمكن المسوق من تحويل النسبة الأكبر منهم إلى موقع السلعة أو الخدمة محل التسويق، حيث إن تكثيف الزوار لمكان السلعة وإطلاعهم على خصائصها والسؤال عنها مورد من موارد الربح في التسويق بالعمولة بشرط أن يُنتقى الزوار ذو الطبيعة المتماشية مع ما يباع.
اقرأ أيضًا: مزايا التسويق الإلكتروني
أمثلة على أهم مصادر الزوار:
- مواقع التواصل الإجتماعي: فيس بوك وانستجرام وتويتر وتطبيقات التواصل، لاسيما وأنها تتيح الخياراين المجاني والحملات الدعائية المدفوعة لتسوق المنتجات والخدمات.
- محركات البحث: وطريقتي العمل هنا تشتمل على إنشاء موقع إلكتروني خاص وتحسين أداءه في محركات البحث للحصول على أكبر قدر من الزوار مجانًا، ومن ثَم تحويلهم إلى المنتج، أو من خلال تنفيذ حملات دعائية مدفوعة.
- شركات الإعلانات: التعاون مع الشركات الإعلانية المتخصصة يسمح بالوصول لعدد كبير من الزوار، حيث إن تلك الشركات تتخصص في بيع بيانات الزوار بما فيها رغباتهم وميولهم وهو ما يسهل استهدافهم للسلع والخدمات المختلفة، وتتعدد طرق الإتفاق على الدفع بين المسوق وبين تلك الشركات، فمنها الدفع مقابل الحصول على زوار أو ما يُعرف بالدفع مقابل الظهور، ومنها الدفع مقابل المشاهدة، ومنها الدفع مقابل النقرة.
- من حاجيات التسويق بالعمولة الأساسية امتلاك المسوق لرأس مال كافي مثله في ذلك مثل أي تاجر يحتاج إلى الدفع من حر ماله أولًا ثم بمهاراته البيعية يبدأ في جمع ما أُنفق مضافًا إليه مبالغ الربح، وهذا لا ينفي وجود أفكار في الافلييت يمكن تطبيقها بصورة مجانية تمامًا، إلا أنها في الحقيقة نادرة، وباعتبار أن التعامل المالي في التسويق بالعمولة كله إلكترونيًا، فالمسوق في حاجة إلى رأس مال إلكتروني يستطيع من خلاله الدفع والصرف على متطلباته التشغيلية، ولذلك لابد له من أن يمتلك واحدة من بطاقات الدفع الإلكترونية مثل: بطاقة بايونير والبطاقات الائتمانية البنكية و حسابات باي بال مفعلة الأرصدة.
أدوات ومعدات وخدمات الافيليت
كل ما سبق من احتياجات أساسية ما هو إلا تمهيد أو مقدمة لإجراء عمليات التسويق بالعمولة ناجحة، أو بالأصح مثلها مثل من أراد أن ينشأ متجرًا أو شركة فعليه أولًا أن يوفر المقر ثم يعمد إلى تجهيزه بالأدوات والمعدات اللازمة لإنجاز المهام، وعليه يمكننا اعتبار ما سبق ما هو إلا مقر التسويق بالعمولة بينما تجهيزات ذلكم المقر فيتمثل في هو آت.
قبل الشروع في سرد ما يلزم من أدوات وتجهيزات للعمل بنظام الإفيليت لابد من الإشارة إلى أن تلك الأدوات متغيرة بتغير نظام التسويق بالعمولة الذي يتم الإشرتاك فيه، وبتغير آليات العمل التي ستتبع لاستقطاب المزيد من الزوار وحثهم على الشراء.
أبرز ما يحتاجه التسويق بالعمولة من أدوات وخدمات:
-
الاستضافة الجيدة:
كثيرًا ما يعتمد نجاح المسوق في التسويق بالعمولة على التصميم الجيد والاحترافي لصفحات الهبوط landing page الخاصة بالشئ محل التسويق، وصفحة الهبوط هي الصفحة التي تُنمي حافز الزائر نحو الدخول إلى صفحة المعلن، وعليه يكون الاستخدام الذكي لهذه الصفحات ذو أثر واضح في تغيير مجريات النتائج.
جدير القول أن إحدى خدمات الهوستنج المتخصصة في استضافة مواقع الأفلييت خدمةLiquid Web الجديرة بالاستخدام في تنفيذ صفحات الهبوط بطرق سهلة وبسيطة وفعالة أيضًا.
-
أداة تحليل نتائج الحملات الإعلانية (Tracking):
بطبيعة الحال لن ينج المسوق في جني الأرباح من التسويق بالعمولة إلا بنجاحه في تحليل نتائج الحملات الدعائية التي قام بها، وبالبديهة يتطلب ذلك أداة جيدة تزوده بكافة التفاصيل والمعلومات الدقيقة عن أداء الحملة الإعلانية من حيث أعداد زوار صفحة الهبوط وتحولهم إلى صفحة المعلن، وهو ما يساهم في إجراء التعديلات والتغييرات المطلوبة لتحسين النتائج.
-
أداة تقييم حملات المنافسين:
بعض الأدوات التقنية تساعد المسوق في كشف بيانات الحملات الإعلانية للمسوقين المنافسين، للتعرف على ماهيات صفحات الهبوط ومصادر الزوار وآليات الاستهداف، وهو ما يسمح بتخليق الأفكار الجديدة ودمجها مع الأفكار القديمة بعد تطويرها.
إن التسويق بالعمولة فن من الفنون البيعية التي تحتاج إلى المهارة التي تتعزز وتنمو بالخبرة والتجريب والخطأ والنجاح، كما أنه استثمار مشابهة تمامًا للاسثمارات الواقعية من حيث اختيار المكان المناسب والمنتج المناسب ومخاطبة شريحة المستهلكين المناسبة بالطريقة المناسبة، مع وضع رؤية واضحة للمتابعة وتوسيع قاعدة العملاء أفقيًا ورأسيًا.