مقدمة:
يشاع هنا في دول العالم النامية أن التسويق الإليكتروني نصب واحتيال، إذا كنت مسوقًا إليكترونيًّا فسوف تهزأ من تلك المقولة، وإن كنت عربيًّا سوف تتفهم ما أعنيه، إن أولئك الذين يستخدمون الفايسبوك مثلا في العالم العربي سوف يخبرونك بهذه المقولة ويرددونها، وإن كانوا على علمٍ بأن الفايسبوك مجدٍ ومؤثر وخطير، إنهم يستخدمون الفايسبوك في المناسبات الاجتماعية وإفشاء الأسرار الشخصية والهرطقة، والخروج على الأعراف والتقاليد ومواعدة الفتيات، ولكنهم لا يسعون إلى فهم طبيعة ما يستخدمونه.
أرى أن هذه المقدمة – وإن كانت تتردد بمعناها أو بما يشبهه، وربما تكون قد قرأت أو سمعتها بشكل أو بآخر – ضرورية لما أريد الحديث فيه.
أهمية التسويق الإليكتروني:
التسويق الإلكتروني
التسويق الإليكتروني علم وفن وإبداع، تقوم عليه حياة الملايين من البشر في أوربا والولايات المتحدة وآسيا، وتصل دخول بعضهم آلاف الدولارات أسبوعيًّا، ويمكنك معرفة ذلك من خلال مواقع الفريلانس مثلًا، أو بمحادثتهم مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتكثر الحاجة للتسويق الإليكتروني مع ارتفاع التنافسية، وزيادة الإنتاج والرغبة المُلحة في فتح أسواق على مستوى العالم لشتى المنتجات.
التسويق الإليكتروني يتيح فُرص عمل للشباب في هذا العصر الذي تضاءلت فيه فُرص التوظيف، وازدادت الكثافة السكانية، وأصبح الضغط على الحكومات والأسر سياسيًّا واجتماعيًّا، يتخطَّى حدود المستطاع.
وهؤلاء الأفراد الذين ذكرناهم في بداية المقال، وتحدثنا عن افترائهم على التسويق الإليكتروني، وهم أنفسهم يضيفون قيمة لشركة ضخمة كفايسبوك بنشاطهم الاجتماعي المسؤول وغير المسؤول، والمستمر ليل نهار.
لا يبالغ الخبراء حين يقولون: إن موقع eBay للبيع المباشر عبر الإنترنت، يشكل سقوطه خطرًا على الاقتصاد الأمريكي.
يتيح التسويق الإليكتروني الفرصة الحقيقية للانتشار للشركات الناشئة؛ فأداة واحدة مثل جوجل أدوردز، تستطيع ببضع مئات من الدولارات أن تقذف بموقعك إلى الصفحة الأولى من جوجل، وتحقِّق مبيعات أعلى ، وسمعة تجارية لمدة أسابيع متواصلة.
الحملات التسويقية – أيضًا – على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك وتويتر ولينكدإن ترمي في هذا الاتجاه، وعند اقتراح سعر للترويج لصفحة فايسبوك يعادل عشرين دولارًا كان عدد الجمهور الذي يمكن الوصول إليه أكثر من 600 ألف يتحدثون العربية، هذا عدد كبير، وإذا تضاعف المبلغ إلى مائتي دولار يتخطَّى الجمهور المستهدف ستة عشر مليون مستخدم عربي، هذا بمنتهى البساطة إذا تحدثنا عن التسويق المدفوع، إنه لا يساوي شيئًا مقابل ما تتكلفه الحملات الإعلانية على التليفزيون أو اللافتات في الشوارع.
أحد أنواع التسويق الإليكتروني – وهو التسويق بالرسائل النصية – يشتهر بقدرته على إقناع عشرين بالمائة ممن تصلهم الرسائل الجماعية بالشراء، هذه ليست مبالغة، وجرب بنفسك، أنت قد تتغاضى عن قراءة رسائل مهمة على بريدك الإليكتروني، ناهيك عن الرسائل الترويجية، ولكنك ستفتح كل رسالة نصية على هاتفك النقال وتقرؤها..
إنه أمر مهم أن تستخدم التسويق الإليكتروني، سواء أكنت مسوِّقًا أصلًا أم حتَّى رائد أعمال، حتَّى تتمكن من الاستفادة به في تحقيق انتشار لشركتك، أو منتجك الإبداعي أو التقني.