يستدعي التدقيق اللغوي العربي جُهدًا كبيرًا في مُراجعة النصوص العربية، والتأكُّد من صحَّتها لغويًّا ونحويًّا وصرفيًّا وتركيبيًّا، دون المساس بجوهر النص. وعلى الرغم من أهمية التدقيق اللغوي العربي في الكتابة والإبداع، فإنَّ هذا الاختصاص ظلَّ إلى حدِّ الآن مُنعدمًا في مجال الدّراسة، ولكن ليس من السهل احتراف مهنة “التدقيق اللغوي”.
محاور المقال:
ما أهمية التدقيق اللغوي العربي؟
وما العناصر الضرورية للقيام بالتدقيق اللغوي العربي؟
ما شروط التدقيق اللغوي العربي؟
ما فوائد التدقيق اللغوي العربي؟
أهمية التدقيق اللغوي العربي
تكمُن أهميَّة التدقيق اللغوي العربي في ضمان سلامة محتوى النَّصِّ المُراد تدقيقه، سواء أكان مقالًا، أو كتابًا، أو إبداعًا… على جميع المستويات اللُّغوية: الأخطاء النحوية والصرفية والإملائية والتركيبية.. وجعله خاليًا تمامًا من الأخطاء. وهذا ما يُعزِّز قيمة العمل ويضمن جودته.
أمَّا مستوى ضمان سلامة المعنى، فيتمُّ من خلال التدقيق في التراكيب والمفردات التي قد تُوظَّف توظيفًا خاطئًا يُخرج سياق النص عن معناه الحقيقي. هذا بالإضافة إلى ضمان الاتِّساق والانسجام لمحتوى النَّصِّ. وكذلك ضمان وضوح النَّصِّ وبيان معناه للقارئ، من خلال عدم وقوعه في الالتباس أثناء عملية القراءة.
وهكذا، نرى أنَّ للتدقيق اللغوي العربي أهمية كبيرة في تصحيح النصوص العربية وتنقيتها من الأخطاء، وبالتالي يضمن جودتها، وتحقق انتشارًا واسعًا بين جمهور القُرَّاء.
ما العناصر الضرورية للقيام بالتدقيق اللغوي العربي؟
للقيام بعملية التدقيق اللغوي هناك عدَّة عناصر لا بُدَّ من توفُّرها:
أوَّلًا: ضرورة إجادة اللغة العربية إجادة تامَّة، بمعنى أن يكون المُدقِّق اللغوي مُختصًّا في اللغة العربية، ومُلمًّا بجميع قواعدها.
ثانيًا: يجب أن يمتلك المدقق اللغوي ثقافة واسعة في جميع المجالات، وخاصة في المجالات التي يقوم بالتدقيق فيها.
يجب على المدقق اللغوي قراءة النص عدَّة مرَّات وفهمه والتثبيت في معناه؛ لأن الفهم الخاطئ للنص قد يؤدي إلى وقوع أخطاء في عملية التدقيق اللغوي، وذلك نتيجة لسوء الفهم. ويجب على المدقق في اللغة العربية أن يبتعد عن اللهجات أو آراء العلماء، وعليه القيام بالتدقيق اللغوي وفق قواعد اللغة العربية الصِّرفة.
ما شروط التدقيق اللغوي العربي؟
إنَّ التدقيق اللغوي للنصوص يجب أن تتوفَّر له مجموعة من الشروط، من أهمِّها:
-إجادة اللغة العربية بقواعدها وأساليبها ومُجازاتها.
-يجب على المدقق اللغوي أن يمتلك ثقافة واسعة في مختلف المجالات، وخصوصًا في المجالات التي يقوم بعملية التدقيق اللغوي فيها.
– إن عملية التدقيق اللغوي للكتابات العربية تحتاج إلى التأنِّي وعدم التَّسرُّع، حيث إن طبيعة الكتابة العربية، وقلة خبرة بعض الكتاب فيها تتطلب ذلك.
– يجب أن يعتمد المدقق اللغوي في عملية التدقيق على قواعد اللغة العربية الفُصحى، لا أن يعتمد على اللهجات.
ما فوائد التدقيق اللغوي العربي؟
من خلال التدقيق اللغوي والنحوي والصرفي يضمن الكاتب عملًا سليمًا خاليًا من جميع الأخطاء، وهذا ما يجنب الكاتب الحرج في حال اكتشاف الناس لوجود أخطاء في كتاباته.
كذلك من فوائد التدقيق اللغوي توفير فرص عمل لعدد كبير من المدققين اللغويين الذين لم ينالوا حظهم للقيام بهذا العمل. كما يُساهم التدقيق اللغوي العربي في إكساب الباحث والكاتب الخبرة اللازمة في اللغة، الأمر الذي يُمكِّنه من تجنُّب الأخطاء لاحقًا.
وهكذا، يتَّضح لنا أن التدقيق اللغوي العربي فن ومهارة في حد ذاته، ويحتاج إلى الخبرة العالية، لأنَّ التدقيق اللغوي عملية صعبة، تستدعي الصبر، والمهارة، والخبرة، بالإضافة إلى الإلمام بقواعد اللغة العربية من نحو وصرف وإملاء وتراكيب وأساليب ومجازات وصور.