من الأهمية بمكان معرفة مدى ثراء اللغة العربية؛ ففيها أسماء تتنوع طرق إعرابها ولغاتها, ومن تلك الأسماء التي يختلف إعرابها عن إعراب بقية الأسماء الظاهرة الأسماء الخمسة, في هذا المقال ستعرف أنها استعملت في كلام الله – عز وجل – وفي آداب العرب ولغاتها, ومن الضروري الإشارة إلى تناول المقال إعراب الاسماء الخمسة بشيء من التفصيل غير ممل ولا مسرف فيه.
مقدمة في إعراب الأسماء الخمسة:
الأسماء الخمسة هو الاسم الشائع لخمس كلمات تعرب إعرابا خاصًّا في اللغة العربية, وإعراب الاسماء الخمسة يكون بعلامات فرعية, ولكن لا يمر الكلام دون توضيح أن هذا هو المشهور من كلام النحاة, ولكن لها اسمًا آخر هو الأسماء الستة, وقد درج النحاة على إطلاق لفظ الاسماء الخمسة على الكلمات الآتية: أب – أخ – حم – فو – ذو, وغالبًا ما تندر الإشارة إلى الاسم السادس وهو: هن, ذلك لأنه لم يعد كثير الاستعمال في اللغة الفصحى المعاصرة, ويعني: كل ما يستقبح ذكره, أو كناية عما يستهجن في الكلام؛ فربما يطلق مثلًا على الأعضاء الحساسة في جسم الإنسان, ومنه الحديث الشريف: “من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهنِ أبيه ولا تَكْنُوا”, وهو يعرب أحيانًا عند قصره غير إعراب الأسماء الخمسة الأخرى بعلامات إعراب أصلية, وسوف نأتي على إعرابه في موضعه.
كما ذكرنا فإن إعراب الاسماء الخمسة يختلف عن إعراب الأسماء الأخرى في العربية فلها إعراب مختلف؛ فترفع وعلامة رفعها الواو وتنصب وعلامة نصبها الألف وتجر وعلامة جرها الياء, وهذا الإعراب مشروط ببعض الشروط.
شروط إعراب الأسماء الخمسة:
كما هو معلوم فإن هناك علامات إعراب أصلية وعلامات إعراب فرعية, فأما علامات الإعراب الأصلية فهي الضمة للرفع والفتحة للنصب والكسرة للجر, وإعراب الأسماء الخمسة إذا استوفت الشروط يكون بغير تلك العلامات؛ فترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء.
أولًا: أن تكون مكبرة وليست مصغرة.
ثانيًا: أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم.
ثالثًا: أن تكون ذو بمعنى صاحب وأن تضاف إلى اسم ظاهر.
رابعًا: أن تحذف الميم من كلمة فم فإن لم تحذف منها وجب إعرابها بغير إعراب الاسماء الخمسة فتعرب بعلامات إعراب أصلية.
خامسًا: أن تكون مفردة لا مثناة ولا مجموعة فإن خالفت هذا الشرط أعربت بعلامات إعراب أخرى.
أمثلة على مخالفة الشروط:
- الآباءُ أحق بالبر من الغرباء.
الآباء: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- أخواك مؤمنان.
أخواك: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.
- أبي رجل فاضل.
أبي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بمناسبة حركة حرف الجر الزائد, ولم يعرب إعراب الاسماء الخمسة؛ لأنه مضاف إلى ياء المتكلم.
- فمك مفتوح.
فم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهي علامة الرفع الأصلية؛ لبقاء الميم فيه, وكاف الخطاب ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- يا أُخَيَّ اترك الفحش.
أخي: منادى منصوب؛ لأنه مضاف, وعلامة نصبه الفتحة, وقد منع إعرابه بعلامات الأسماء الخمسة؛ لأنه مصغر, والتكبير شرط.
أمثلة على إعراب الأسماء الخمسة:
- حضر أبوك.
أبوك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو.
- اخوك ذو خلق حسن.
أخوك: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو.
ذو: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو.
- شاهد أخوك حماك يساعد فقيرًا.
أخوك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو.
حماك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف.
- فوك ينطق بالحكمة.
فوك: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الاسماء الخمسة.
- أغلق فاك عن السفه.
فاك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف.
- ضع يدك على فيك.
فيك: اسم مجرور بعلى وعلامة جره الياء.
- اقتدِ بحميك في الخير.
حميك: اسم مجرور وعلامة جره الياء.
- افدِ أخاك بروحك.
أخاك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الاسماء الخمسة.
- الناس تحب أباك لأنه ذو أدب.
أباك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف.
ذو: خبر أن مرفوع وعلامة رفعه الواو.
- خذ الحكمة من ذي العلم.
ذي: اسم مجرور بمن وعلامة جره الياء.
أمثلة على الأسماء الخمسة في القرآن الكريم:
- قال تعالى: “إذ قال لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا”.
- قال تعالى: “وإلى عادٍ أخاهم هودًا”
- – قال تعالى: “وإلى ثمود أخاهم صالحًا”
- قال تعالى: “يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه“
- قال تعالى: “وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة”
- قال تعالى: “آوى إليه أخاه“
- قال تعالى: “إنني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يفعلون”.
اللغات التي بها إعراب الأسماء الخمسة:
تتنوع طريقة إعراب الأسماء الخمسة حسب ما ورد في كلام العرب إلى ثلاث لغات وهي:
- إذا استوفت الأسماء الخمسة الشروط التي تجعلها تعرب بالحروف فهذه اللغة في إعراب الأسماء الخمسة تسمى (الإتمام), ومعناها هو إعرابها بالحروف الثلاثة الواو في حالة الرفع والألف في حالة النصب والياء في حالة الجر, ومن الأمثلة على ذلك:
- حضر أبوك. أبوك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو.
- شاهدت أخاك. أخاك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف.
- مررت بحميك. حميك: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الياء.
- اللغة الثانية غريبة إلى حد كبير؛ حيث إنها تنسف القاعدتين الأولى والثالثة؛ الإعراب بالحروف والإعراب بالحركات.
هذه اللغة في إعراب الأسماء الخمسة تسمى لغة (القصر), وفيها يلزم الاسم الألف في حالات الرفع والنصب والجر فنقول:
- جاء أباك. أباك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف.
- شاهد محمدٌ أباك. أباك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف.
- مر محمدٌ بحماك. حماك: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف.
- اللغة الأخيرة في إعراب الأسماء الخمسة هي لغة (النقص), وفيها تعرب الأسماء الخمسة بحركات أصلية هي الضمة والفتحة والكسرة؛ حيث تحذف منها الحروف؛ فتقول:
- حضر أخُكَ. أخك: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- شاهد الناس أبَك. أبك: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- مررت بحمِك. حمك: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.
ملحوظة: تعد لغة النقص الأخيرة هذه هي أنسب اللغات في إعراب الاسم السادس للأسماء الخمسة وهو (هن).
يقال:
– هنُ الولد مستور.
هنُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- شاهدت الأم هنَ الولد.
هنَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- مر أحمد بهنِ الغلام.
هنِ: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة.
التفرقة بين (ذو) بمعنى صاحب و(ذو) الطائية:
هناك نوعان من (ذو) فواحدة بمعنى صاحب وهي من الأسماء الخمسة, وتعرب بعلامات إعراب الأسماء الخمسة فترفع وعلامة رفعها الواو وتنصب وعلامة نصبها الألف وتجر وعلامة جرها الياء, أما ذو الأخرى فهي الموصولة فتأتي بمعنى الذي أو التي, وهي منسوبة إلى قبيلة طيِّء العربية, قال شاعرهم:
فإن الماء ماء أبي وجدي … وبئري ذو حفرت وذو طويت
فذو هنا بمعنى التي, وتسمى أيضًا ذو الطائية الموصولة, وهي ملازمة لهذه الصيغة بالواو, مبنية عليها في حالات الرفع والنصب والجر جميعًا.
الأسماء الخمسة عند ابن مالك:
وفي لغات إعراب الأسماء الخمسة يقول ابن مالك رحمه الله:
أبٌ أخٌ حمٌ كذاك وهنُ والنقص في هذا الأخير أحسنُ
وفي أبٍ وتالييه يندرُ وقصرها من نقصهن أشهـرُ
اقرأ أيضا :
ماذا تعرف عن همزة الوصل وهمزة القطع