أهم المبادئ والأسس في كتابة مقال أدبي ، حين يُقال لنا هذه "قطعةٌ أدبيةٌ رائعةٌ" يتبادر إلى أذهاننا فورًا تلك الأساليب الإنشائية البليغة التي تمتعنا أثناء القراءة، وتحلق بنا في سماء التخيل والإبداع، سواء من خلال الاستمتاع بقراءة قصيدةٍ شعرية أو التأمل في قطعة نثرٍ رائعة، وكثيرًا ما يتساءل عشاق الأدب ومحبوه عن كيفية الكتابة في هذا المجال، وما أهم المبادئ والأسس في كتابة مقال أدبي ولذا يُمكننا استخلاص أهم مقومات كتابة مقال أدبي من بين سطورٍ خاصةٍ بمؤلفات كبار الأدباء والنقَّاد والأساتذة في هذا المجال، حيث تتكون عناصر المقال الأدبي مما يلي:
- مقدمةٌ من فقرةٍ واحدةٍ مشوقةٍ وجاذبةٍ تشد انتباه القارئ وتحوي في طياتها تمهيدًا موجزًا يحثه على متابعة القراءة ومعرفة المزيد حول موضوع المقال وينبغي أن تكون المقدمة مترابطة مع الفقرة التي تليها وهي الفقرة الأولى من فقرات الموضوع.
- موضوع المقال ويتكون من عدد من الفقرات وفي كل فقرة فكرة مستقلة بذاتها وذات صلة بالموضوع الرئيسي على أن تكون الفقرات ذات تسلسل منطقي.
- الخاتمة، وفيها يتم تلخيص الأفكار والوصول إلى النتائج والتوصيات والحقائق والأفكار التي يرغب الكاتب في توضيحها.
تعرف على أهم المبادئ والأسس في كتابة مقال أدبي:
- قم بالتخطيط للمقال في مسودة بحيث تقوم بكتابة أهم الأفكار والعناوين والعناصر الرئيسية.
- حدد ما هو الجديد في هذا المقال، حيث لا بد أن يكون متميزًا عن المقالات السابقة التي تحدثت في نفس المجال وإلا فلن يلتفت القارئ إلى ما تكتبه.
- أدرج في مقالك اقتباسات تخدم فقرات مقالك دون زيادة ولا إخلال مع توضيح أن ذلك اقتباس وليس من بنات أفكارك منعًا للوقوع في الانتحال.
- اجعل لك أسلوبا مميزًا وقويًا في صياغة العبارات.
- المقال ذو الأفكار المتسلسلة والفقرات المحددة يكون أكثر راحة لعين القارئ وأكثر سهولة في فهمه ووضوح فكرته.
- بعد انتهائك من كتابة مقال أدبي يجدر بك أن تعيد مراجعته أكثر من مرةٍ للتأكد من خلوه من جميع الأخطاء اللغوية فلا يجدر بك أن تكتب مقالًا أدبيا بأسلوب قوي ومؤثر ثم يكون مليئًا بأخطاء لغوية تشوه من مظهره وتخلُّ بتركيز القارئ.
الفرق بين كتابة مقال عادي وكتابة مقال أدبي:
المقال الأدبي يعني طرح موضوع ما بأسلوب أدبي أنيق يحوي فكرة وعاطفة وصورًا خيالية ومحسنات بلاغية وله خصائص تميزه عن غيره من المقالات ومن أهمها أنه:
- يخلوا من الإحصائيات والمصطلحات العلمية.
- يُظهر شخصية الأديب وبصمته وآراءه والتعبير عن عواطفه ومشاعره وأحاسيسه.
- يعطي للقارئ إحساسًا بالمتعة.
- يجمع بين الخبر والأسلوب البلاغي والكلمات ذات الجرس الموسيقي.
- كاتب المقال الأدبي هو كالمصور الذي يلتقط صورة في ذهنه ويحولها إلى عقد من الكلمات المتناغمة لينقل تلك الصورة إلى خيال وذهن القارئ.
إن كتابة مقال أدبي تحتاج إلى معرفة جيدة وقوية باللغة العربية ومختلف فروعها من النحو والصرف والبلاغة وقراءة الكتب العظيمة والممتعة في مجال النثر والأدب ككتب الجاحظ والمنفلوطي والرافعي والعقاد وغيرها، فالقراءة لهؤلاء لا شك تنمي موهبة الكتابة الأدبية حتى لو كنت مبتدئًا فالقراءة في هذه الكتب بصفة مستمرة تقوي لديك هذه الموهبة، كما كان ابن الأثير يسعى إلى تقوية أسلوبه الأدبي في الكتابة من خلال قراءة فقرة نثرية ثم صياغتها مرة أخرى بأسلوبه الخاص حتى يبرع في الكتابة وقد تبعه في ممارسة هذه الطريقة الكاتبان الأديبان الرافعي والطنطاوي.