تُعرف عملية الترجمة بأنها “فن نقل الكلام من لغة إلى أخرى”، مثل ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية ، أو العكس، وهى ليست بالشيء الحديث، أو المُستجد علينا، فإن فن الترجمة قديم قِدَم الحضارة الإنسانية ذاتها.
وعملية الترجمة ليست بالسهلة أو اليسيرة، فلكل شيء أصولهُ وقواعدهُ، فكثيرًا ما نرى مثلًا ترجمة إلى العربية حرفية تمامًا، وهو ما يُفقد النص روحهُ وقيمتهُ بشكل كامل؛ لذلك إذا كُنت مُترجمَ لغات مُبتدئًا فقد أعددنا لكَ هذا المقال الذي يُعرفك أصول وقواعد ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية ، ولكن نتطرق أولًا إلى مفهوم وأهمية الترجمة.
ما الترجمة وما أهميتها؟
هل سألت نفسك يومًا كيف يتم نقل ثقافات الشعوب الأخرى إلينا؟ أو كيف نستفيد من أفكار وثقافات الدول الأخرى ونحن لا نُتقن لغتهم؟ أو كيف تأتي إلينا اختراعات وابتكارات الدول الأخرى؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة توضح معنى وأهمية الترجمة، فالترجمة نقل الكلام من لُغة إلى أخرى، فهي فن نقل الثقافة والفكر والحضارة، وحلقة الوصل بين الشعوب المُختلفة، عن طريق التعرف على ثقافاتهم وعلومهم واختراعاتهم، وكذلك مستوى التقدم الذي تم الوصول إليهِ.
وتتنوع أنواع الترجمة بين سياسية، واقتصادية، وقانونية، وتقنية، ورياضية، وعلمية، وطبية، وغيرها من الأنواع.
خطوات ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية
كثيرًا ما تلجأ الشعوب العربية إلى ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية ، سواء كانت ترجمة نصوص، أو أفلام، أو مقالات، أو كُتب، أو غيرها، ولكن لا تُوجد طريقة مُحددة وواضحة يتبعها جميع المُترجمين، فكما سبق الذكر الترجمة فن أكثر من كونها علمًا، ولكن نستطيع معًا وضع بعض الخطوط العريضة التي تُساعد على الوصول إلى المستوى المطلوب من الترجمة، وهى كما يلي:
-
قراءة النص جيدًا.
لا يُعد شيئًا منطقيًا على الإطلاق القيام بالبدء في الترجمة قبل قراءة النص أو المقال المُراد ترجمتهُ بكل عناية وتركيز، فالقراءة تُساعدك على فهم النص جيدًا، وإلمام بالفكرة العامة التي يدور حولها النص، فنَعرف جيدًا أن من لا يَفهم لا يُفهِّم، فكيف يَتمكن مُترجم اللغات من توصيل فكرة ومضمون نص ما إلى القارئ وهو لم يفهمه؟
وتقودنا النقطة السابقة إلى ذكر دور التخصص في الترجمة، فمثلًا ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية في المجال الطبي تحتاج إلى شخص قام بدراسة الطب جيدًا ومُلمٍّ بكل تفاصيله.
كما تُعتبر الترجمة القانونية أيضًا من أدق الأنواع، فلكَ أن تتخيل حجم الكارثة التي من المُمكن حدوثها عند الخطأ في ترجمة نص حُكم مُعين!
-
أعداد الأدوات اللازمة للترجمة
لكل مُترجم أدواتهُ التي يستخدمها، فهُناك العديد من المعاجم والموسوعات التي تُسهل الترجمة، ويقوم كل مُترجم باختيار الأدوات التي يراها مُتناسبة معهُ، وعند الشروع في عملية الترجمة يجب أن يضعها في مُتناول يده حتى يحصل عليها وقتما شاء دون أي إهدار للوقت، كما ظهر الآن العديد من مواقع الترجمة عبر الإنترنت يُمكن الاستعانة بها، مع مراعاة أن تكون استعانة فقط وليس اعتمادًا كاملًا؛ لأنه مهما بلغت دقة تلك المواقع تكون ترجمتها حرفية إلى حد ما.
-
الشروع في عملية الترجمة
يتم البدء في ترجمة النص المطلوبة، مع تحديد بدايات ونهايات كل جملة بطريقة دقيقة، ومعرفة أدوات الترقيم المُختلفة المُستخدمة في النص، فتدرك مثلًا أن الكاتب قد انتهى من فقرة وبدأ في الحديث عن أخرى بوضع النقطة، وهكذا الأمر بالنسبة للعلامات الأخرى.
كما عليكَ استخدام علامات الترقيم بطريقة صحيحة عند كتابة النص إلى اللغة المنقول إليها، وهي في حالتنا اللغة العربية.
-
اختيار الألفاظ والمُرادفات الأكثر تناسبًا مع النص
في كل اللغات نجد أن هُناك مُرادفات عدة للكلمة الواحدة، وبوجه خاص اللغة العربية، حيثُ تُعد اللغة الأولى من حيثُ غزارة معانيها وتعدد مرادفاتها.
لذلك فالمترجم لا بد أن يكون فطنًا ولديه موهبة استحضار كل المرادفات في ذهنه واختيار تلك الأكثر توافقًا مع معنى النص، وتلك الموهبة والمهارة تأتي مع كثرة المُمارسة لعملية الترجمة بجانب دراسة اللغة بكل جوانبها.
-
الإلمام الكامل بجميع القواعد النحوية والبلاغية
يُعد النحو والصرف من أهم أدوات مُترجم اللغات، فهما يُساعدانه على صياغة الجُمل بطريقة أكثر تناسقًا وفهمًا، مثل القيام بعملية التقديم والتأخير الذي يؤكد المعنى بشكل أكبر، وغيرها من القواعد.
-
القواعد الإملائية
هل تعرف الفرق بين على وعلي؟ أو هل لاحظت الفرق من الأساس عند نظرتك الأولى؟
هذه هي إحدى قواعد الإملاء العديدة في اللغة العربية، التي يجب على أي مُترجم معرفتها بكل دقة، فعلى الرغم من الاختلاف الطفيف بين الكلمتين، وهو “النقطتان أسفل الحرف الأخير”، فإن الفرق شاسع بين معنى الكلمتين.
فالكلمة الأولى عبارة عن حرف جر، مثل قولنا: “ذهبتُ إلى المدرسة سيرًا على الأقدام”، في حين أن الأخرى اسم، مثل “علي هو أخي الأكبر”.
فقبل بدايتك في مُزاولة عملية الترجمة عليكَ أن تَتَعرف جيدًا على كل هذه القواعد، فعلى الرغم من بساطتها فإنها كفيلة بأن تُفسد المعنى بأكملهُ، وخاصة إذا كُنت تُترجم نصًّا علميًّا أو قانونيًّا، وغيرها من المجالات الحساسة.
-
مُراجعة النص بعد الانتهاء التام من عملية الترجمة
بعد قيامك بعملية ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية عليكَ مُراجعتهُ كاملًا وقراءته بفهم وعناية تامة، ووضع نَفسك مكان القارئ والتأكد من أن الفكرة قد وصلت ووضحت بشكل كامل.
كما عليك مُراجعة الصياغة والقواعد الإملائية والنحوية والبلاغية والتأكد من صحتها، ومن الأفضل أن تترك النص فترة زمنية ثُم مُراجعته مرة أخرى، فهذه الطريقة تَجعلك تَحكُم بحيادية تامة والنظر بعين القارئ ووجهة نظرهُ، كما أن هُناك بعض المُترجمين يستعينون بالأصدقاء والأقارب ليقرأوا النص ويلفتوا أنظارهم إلى أخطاء لم يستطيعوا هم اكتشافها.
نصائح عامة عند قيامك بعملية الترجمة
بعد معرفة الخطوات التي يُمكن اتباعها حتى تقوم بعملية ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية ، نُقدم لكَ بعد النصائح العامة حول الترجمة:
- تحتاج عملية الترجمة إلى المنطق، فهي عبارة عن فن يحتاج إلى إبداع لغوي وحسي، فقد تجد بعض معاني الكلمات التي تحمل معنى غير مُناسب للنص إطلاقًا، فيكون تحكيم العقل والمنطق في تلك الحالة ووضع الكلمة الأكثر تماشيًا مع النص.
- الثقافة والاطلاع الدائم والمُستمر أهم سر من أسرار الترجمة، فاللغة في تطور دائم ومُستمر، وهناك ظهور دائم لبعض المُرادفات اللغوية الجديدة مما يستجوب عليكَ أن تكون مُطالعًا دائمًا للأحداث والتطورات، فمثلًا ظهرت في الفترات الأخيرة مُصطلحات العولمة، والتكامل الإقليمي، والتقنيات الحديثة في التسويق، والمُساعدات اللوجستية، وغيرها من المُصطلحات التي قد يصعب على المُترجم الوصول إليها عندما يكون غير دائم الاطلاع.
- راعِ دائمًا عدم الإحالة والحذف والاختصار أثناء القيام بالترجمة، فهي تَعتمد بشكل رئيسي على الأمانة والثقة التي تُعد إحدى أهم صفات المترجم.
- مُراعاة الانتهاء من العمل في الوقت المُحدد، فهذا يُزيد من ثقة العُملاء بكَ، وبالتأكيد يكون ذلك مع مُراعاة الجودة في التنفيذ.
بذلك نكون قد قدَّمنا لك أسرار ترجمة اللغة الإنجليزية إلى العربية، والتي تُسهِّل عليك الطريق في البقاء والمُنافسة.