المقال الأدبي من أرقى ما يخطُّ الكاتب قلمه لكتابته، وأسمى مقال يمكن أن يقرأه القارئ بحُبٍّ وشغفٍ ومتعةٍ لا توصف، وبالطبع المقالات الأدبية لا تناسب إلا فئةً محددةً من القراء، فربما يملُّ بعض الناس عندما يقرؤون مقالة أدبية، ربما لكثرة القوة اللغوية والتعبيرات الأدبية، وأن يتخلل المقالة الأدبية بعض من الشعر والنثر والكثير من الأمور الأخرى، ولا عجب أن المقالات الأدبية تُعقد لها المسابقات وتقام لها الحفلات لأهميتها القصوى بين الأدباء والشعراء والكثير من الناس.
ما هي المقالة الأدبية؟
المقالة الأدبية كما عرفها بعض المتخصصين هي فنٌّ من فنون الأدب، وهي قطعة أو فقرة إنشائية لها طول متعدد تُكتب بطريقة نثرية مُلمَّة بالمظاهر الخارجية بالموضوع، وتعكس المقالة الأدبية أفكار وآراء كاتب المقالة، وتعبِّر عن الرأي الشخصي الخاص به، ولكن التعبير وإبداء الرأي يكون بطريقة واقعية بحتة بعيدة عن خيال الكاتب.
كيفية كتابة مقالة أدبية من الأمور التي تهمُّ بعض الكتاب لاختلافها عن أي مقالة أخرى، بل يستصعب البعض هذا الأمر لكون الكاتب يتمتَّع ببعض المهارات اللغوية والأدبية، ومن خلال عدة نقاط سوف نستعرض كيفية كتابة مقال أدبي:
-
يفضَّل تناول موضوع غير مطروح على الساحة أو تم التحدُّث عنه ببذخ، بل على الكاتب أن يبتكر موضوعًا جديدًا مع اختيار عناوين جيدة للموضوع، سواء رئيسية أو فرعية، بالإضافة إلى إبداء رأي الكاتب بطريقة واضحة وصريحة ومفيدة.
-
قم بعمل تخطيط للمقالة الأدبية، فهي تحتاج إلى ترتيب أفكار وأحداث أيضًا بداية من التخطيط لاختيار فكرة المقالة نفسها أولًا ثم اختيار عناوين تجذب عين القارئ، ثم فقرات المقالة، ثم الخاتمة التي سيقوم الكاتب بختام المقالة بها، بالإضافة إلى سرد أسلوب مميز وعميق للمقالة الأدبية مختلف عن أي مقالة أخرى.
-
المقدمة والخاتمة:
على وجه الخصوص فإن المقال الأدبي له رونقه الخاص المختلف عن أي مقالة من نوع آخر، فيجب أن تكون المقدمة قوية وواضحة وتعبِّر عن الفكرة الأدبية العامة للمقالة وتوضح للقارئ الموضوع الذي سيتم طرحه، أمَّا عن الخاتمة فلها أهمية شديدة في المقالة الأدبية فيجب أن تلخِّص ما تحدَّث عنه الكاتب باختصار، وما هو رأي الكاتب في الموضوع المطروح.
-
اللغة السليمة:
يجب ألا تحتوي المقالة الأدبية على أي أخطاء لغوية أو نحوية، فلا بُدَّ من مراجعة المقالة بأكملها للتأكُّد من خلوِّها من أي أخطاء لغوية، بالإضافة إلى خلوِّ المقالة أيضًا من أي أخطاء تعبيرية، فقوة التعبير من الأهمية بمكان في المقالات الأدبية، فربما تكون المقالة كاملة من كل الجوانب، سواء الفكرة والحس الأدبي وقوة الأسلوب والتعبير، ولكن تتخلَّلها أخطاء إملائية فينظر القارئ إلى المقالة وقتها بنظرة غير مُرضية.
-
الاستشهادات والاقتباسات:
كاتب المقال الأدبي على الأغلب يلجأ إلى بعض الاقتباسات والاستشهادات لتدعيم المقالة الأدبية الخاصة به، ويمكن أن يكون هذا الدعم بيتًا شعريًّا أو حكمةً من أحد الأدباء أو رأي أحد المشاهير، وهذه النقطة هامَّة للقارئ لأنها تبعث الثقة فيه، ولكن دون المبالغة في الاقتباسات والاستشهادات حتى لا يشعر القارئ بالملل، وبالطبع يجب ذكر مصدر أو صاحب الاقتباس على أن يكون مُعلَّمًا بعلامة داخل المقالة الأدبية.
-
الأسلوب الخاص:
على الكاتب الأدبي وقتها أن يقوم بانتقاء أسلوب مميز وقوي وسرد موضوعي جيد معتمدًا على أفكاره الخاصة مبديًا رأيه في الأوقات التي يحتاج فيها المقالة لإبداء الرأي مع اختيار ألفاظ مناسبة للمقالة الأدبية دون المبالغة في وضع ألفاظ تُشعر القارئ بنوع من التعالي وعدم فهم المطلوب.
كل كاتب له أسلوبه الخاص في الكتابة والمقالات الأدبية تحتاج إلى أسلوب أدبي خاص للحصول على مقالة أدبية ذات قيمة كبيرة.