إنَّ تعلُّم كيفية كتابة مقال نبعت من كون الإنسان يمرُّ بمواقف معينة ويحتاج فيما بعد إلى تدوينها من أجل ان يستفيد الآخرون من تجربته، أو يحاول إيصال فكرة معينة ومن هنا ظهرت حاجة الأفراد إلى تعلم كيفية كتابة المقالات، حيث حاجتهم أي ما يحتويه المقال من فكرة ومعلومات أو لوصف شيء ما.
وتعريف المقال كما هو متعارف عليه هو قطعة نثرية محدودة في طولها تتسم بالأصالة والتعبير عن الذات وتقدم لقارئها فكرة، أو موضوعًا، أو قضية جديرة بالمناقشة تحمل في طياتها الإقناع، والإمتاع يبرز فيها الانفعال الوجداني، وتكون عباراتها منتقاة وواضحة، وتتسم بخفة الروح ودقة الملاحظة في اختيار العنوان يُعدُّ المقال من أساسيات العنوان، واختيار العنوان المناسب يعتبر عاملًا مناسبًا لجذب القراء ونجاح المقال.
وهناك عدة أمور من الواجب مراعاتها عند كتابة المقالات، وهي:
- وضع عنوان يعبر عن محتوى الموضوع بشكل دقيق وليس كما نرى الآن في معظم المقالات الصحفية، حيث يوضع عنوان من أجل لفت الانتباه فقط ويكون بعيد كل البعد عن المحتوى الأصلي للمقال.
- في بداية المقال يجب كتابة الفقرة تمهد للموضوع المقال لأنه لا يصح أن يدخل الكاتب في صلب الموضوع في بدايته.
- مراعاة ترتيب الأفكار بشكل متسلسل لموضوع المقال.
- الكتابة باللغة العربية ومراعاة الألفاظ والشبيهات الصور الفنية للنص.
- مراجعة المقال من حيث اتباع القواعد النحوية وعلامات الترقيم والتنسيق.
- يختم الكاتب المقال بشكل أكثر وضوحًا للفكرة وإلمامًا بشتَّى جوانب الموضوع.
- مع وجوب عدم طرح أفكار جديدة في نهاية الموضوع لأنها سوف تحتاج إلى تفسير وتوضيح أو تترك للقارئ انطباعًا مبهمًا.
- أن يتصف المقال بالسهولة واليسر والسلاسة في طرح الأفكار حتى لا يمل القارئ.
- مراجعة المقال عدَّة مرات لوضع الكلمات الأكثر ملاءمة للنص وتحرِّي الأخطاء الموجودة فيه.
وبالتالي أصبحت كتابة المقالات وسيلة لتعبير الأفراد عن نفسهم وآرائهم وأفكارهم المختلفة، لإثبات ذاتهم عن طريق الكتابة ووسيلة نقل خبراتهم وثقافته للناس ونشر المعلومات وتبادلها بين الناس لتحقيق الاستفادة القصوى منها، ومع التطور الحادث الآن في مجال التكنولوجيا وثورة الإنترنت في العصر الحالي، عملت على انتشار هذا المجال وبشكل كبير، وفتحت سوقًا لترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية، والعكس، وشملت أيضًا الكثير من اللغات المختلفة، مما ساهم في نشر المعرفة مثل النار في الهشيم، وكل هذا يصب في مصلحة العلم للرقي بالجنس البشري.
كما أن عملية الكتابة لم تعد حكرًا على أحد، ولكن أيضًا أن لا تكون عشوائية وبشكل فوضوي، حيث لا يجب أن يرهق الكاتب نفسه بكتابة مقال صعب الفهم على أغلب القراء أو لا يعرف كيفية إيصال الفكرة للناس، وهذه من الأمور التي زادت في عصر الإنترنت، حيث وجود الكثير من المقالات غير الهادفة أو التي تحمل معاني غامضة بعض الشيء.
وأصبحت شبكة الإنترنت أفضل وسائل نشر المعرفة والعلم في عصرنا الحالي، والتي من خلالها أصبحت بابًا ينشر العديد من المقالات في مختلف المدونات والمواقع الإلكترونية والأخبار، وأيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وخلافه التي تسمح بتدوين المقالات من خلالها، هذا بالإضافة للمواقع البحث العلمي المتخصصة في ذلك، وهذا كله يدفع المرء إلى تعلم كتابة المقالات حتى يصل بفكرته إلى أكبر عدد ممكن من البشر مما يزيد من معرفتهم بعلم ما أو أفكار ما ويحقق الهدف من كتابته المقال.
من أسباب الحصول على مقال ناجح الآتي:
- أن يضع الكاتب عنوان المقال يشمل المحتوى الأساسي للمقال.
- كتابة الأسباب التي أدَّت إلى طرحة فكرة المقال الرئيسية.
- تحديد المحاور المقال الرئيسية ما إن كان مقالًا يتضمن محورًا اجتماعيًّا وسياسيًّا وفنيًّا.
- استخدام العناوين الفرعية حتى لا يمل ويشتت القارئ مع شرحه هذه العناوين في فقرات لتحقق الفائدة المرجوة.
- الترابط بين العناوين الفرعية مع عنوان المقال الأصلي.
- ضرورة أن تضم المقالة مقدمة قوية ولافتة للانتباه وتُقدِّم مُحتوى المقال بشكل مبسط وموجز دون الخوض في التفاصيل.
- بناء هيكل المقالة وهو العناوين الفرعية وطريقة عرضها وتسلسلها وتناولها للعنصر بشكل مفصل.
- الخاتمة وهي تُعتبر ملخصًا للمقالة بشكل أكثر إيجازًا.
ومن هنا نكون عرضنا ما مدى احتياج الفرد إلى معرفة كيفية كتابة مقال وما مدى أهميته، سواء من ناحية العملية والفنية، وأوضحنا بعض النقاط الأساسية التي تساعد الفرد في كتابة مقال ناجح يعرض من خلالها الفكرة بشكل واضح، كما نكون أيضًا قد ساعدنا من هم في مجال ترجمة المقالات في كيفية عرض فكرة المقال مترجمة بشكل مطابق لعناصر المقال الأساسية، ومع ذلك لكل كاتب إبداع؛ فليس في مجال الكتابة قواعد إجبارية يجب اتباعها، والمهم هو إيصال الفكرة المراد طرحها بأي شكل كان.