لغات العالم كثيرةٌ ومتنوِّعةٌ، ولكل لغةٍ قواعد خاصة وحروف معينة يتواصل بها، ولكن تبقى هناك لغات تفوقت على جميع لغات العالم لتحتل الصدارة كاللغة العربيَّة، فهي ليست لغةٌ لبعض البلاد فقط، وإنما لغةُ أمةٍ كاملة، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة الإسلام والمسلمين، تميَّزت عبر القرون بآدابها وجمالها وتأثيرها الكبير على الناس، حتى أصبح لها يومٌ خاص وهو اليوم العالمي للغةِ العربية، وأصبح واجب على كل من يريد الدخول في الإسلام أن يتعلمها ويتعمق بها أكثر فأكثر، فما هو الأدب العربي وما مدى انتشاره في عصرنا هذا؟ وهل هو في تقدم أم تراجع؟! هذا ما سنقدمه لكم في موضوعنا فتابعوا معنا..
اللغة العربية بين تُقدُّم وتراجع
لا نستطيع القول بأن لغتنا في تقدمٍ كاملٍ للأسف! وفي الوقت ذاته تراجعها ليس مستمرًا، فهناك من يمنع هذا التراجع بصموده واستمراره بحبه للغةِ العربية، ولكن وكما هو معلوم بأنها ومهما تراجعت ستبقى محفوظة لأنها لغة القرآن الكريم، ولكن وإن تحدثنا عن سبب التراجع فهو وللأسف يأتي من أسبابٍ عديدة أولها عدم استعمال اللغة العربية الفصحى واللجوء إلى اللهجة المحلية أو العامية كما تُسمى، ولم يعد الأمر مجرد استخدامٍ يومي بين الناس، ولكن تحوَّل الأمر ليتخلى الكُتَّاب حتى عن لغتنا الفصحى والكتابة باللغة العامية، ما سبَّب تشويهًا كبيرًا لها وحتى وقوع الكثير بالأخطاء الإملائية ونسيان قواعدها بسبب ذلك، وليس في الكتابة فقط، بل وحتى على الكثير من البرامج الرسمية كالبرامج الإخبارية، ووصل الأمر حتى إلى برامج الأطفال.
ولكن ما يمنع هذا التراجع هو تمسُّك بعض الشباب العربي بلغته الأم، وعدم السماح بتشويهها من خلال إطلاق حملاتٍ وبرامج توعية، ومن خلال التشجيع على كتابة القصص والروايات وحتى في عالم الإنترنت باللغة الفصحى لتبقى لغتنا منتشرةً وقويةً ومدعومةً.
تشويه اللغة في عالم النت
من أسباب تشوه اللغة العربية هو عالم الإنترنت الذي أوجدوا فيه لغةً جديدة تُشوِّه لغتنا العربية وكأنهم يخجلون من استخدامها، وذلك عن طريق التواصل والكتابة بالحروف الإنجليزية بلغةٍ تسمى العربيزي أو الإنجليزية المُعرَّبة، وهو خطأٌ فادح! وتشويهٌ كبيرٌ للغة العربية! فلماذا نستغني عن قواعد لغتنا الحبيبة وحروفها التي نفتخر بها ونلجأ لحروفِ لغةٍ أخرى؟! إنه لأمر غير منطقي ومُخجل بكل تأكيد! وهذا ما يجب على كل شخصٍ أن يتوقف عنه، حتى إن البعض يقولون بأنهم لا يحبون هذه اللغةَ الجديدة، ولكنهم يسايرون غيرهم حتى لا يتعرضون لسخريتهم! وهنا يكمن الخطأ، حيث أصبح الخطأ صوابًا والصواب خطأ! ولذلك فعلى كل شخصٍ يهتم بلغته العربية ألا يتبع أخطاء غيره وأن يصحح من أخطائه ليُصحِّح من تشوُّه اللغة ويُعيدها إلى ما كانت عليه.
جمال اللغة العربية بقواعدها وخطوطها وأدبها
للغة العربية فنونٌ خاصة، وجمالٌ لا يضاهيه جمال سواءٌ كان ذلك بفن التخطيط الذي يتميز بأن له أكثر من نوعٍ كالخط الديواني، والثُّلث، والرقعة والفارسي، وغيرها، ويُصنع من خلاله أجمل اللوحات! وبالقواعد التي تجعل اللغة العربية من أجمل اللغات التي تعطي معنى واضحًا وعميقًا، ناهيكم عن آداب اللغة العربية منذ الزمن القديم من شعراءٍ اشتهروا بها منذ العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحديثِ هذا، ومن كُتّابٍ أصبحوا من كبار الكتاب وبقيت كتبهم تزين الرفوف حتى بعد موتهم بسبب إبداعهم بهذه اللغة التي ليس لها نظير، فحتى كتابة خاطرةٍ قصيرةٍ بها تجعلك تحسُّ بالمشاعر تتدفق منها لتدخل القلوب وتقشعر الأبدان!
إنها لغتنا التي نزل بها القرآن الكريم رحمةً للعالمين! إنها لغتنا التي تحدَّث بها رسولنا الحبيب -عليه الصلاة والسلام- إنها لغة الوطن العربي الذي تجمعه! إنها لغتنا التي يجب أن لا نستغني عنها.. ولا يجب أن نفرِّط بها! ولذلك يجب أن نعتني بها أكثر، ونعلمها لأطفالنا بطريقةٍ أفضل، حتى تبقى من أجمل لغات العالم، وحتى تبقى بحرًا لا ينتهي من العلم والتعلُّم، فبها نحيا، وبها سنموت.