كيفية كتابة مقال أدبي من الأمور المهمة في تناول القضايا الأدبية؛ فليست كل الكتابات في القضايا الأدبية كتبًا أو مراجع؛ فبعضها قد يكون قصيرا جدًّا ويسمى مقالًا أدبيًّا.
كتابة مقال أدبي ليست من السهولة بمكان؛ فهي تحتاج إلى دراية بفنون الشعر وفنون النثر، واطلاع مستمر على أحدث الإصدارات في المجالين.
ولكتابة مقال أدبي يلزم للكاتب عدة أمور:
أولًا: الدراية بفنون اللغة والقدرة على صياغة العبارات الإنشائية والخبرية.
ثانيًا: الميول النفسية التي تؤهله لكتابة مقال أدبي؛ من حيث الاستعداد العقلي والنفسي.
ثالثًا: الثقافة الواسعة التي تجعل الكاتب ملمًّا بأهم شؤون عصره.
كيفية كتابة مقال أدبي:
- كتابة تخطيط أولي للمقال:
عند البدء في كتابة مقال أدبي يجب تحديد التخطيط الخاص به، وذلك بكتابة العناصر الرئيسة والعناوين الفرعية، وكذلك تحديد عدد الفقرات التي سيتكون منها المقال الأدبي، مع التمرن والتدرب على كتابة أكثر من فقرة يمكنك الزيادة في عدد الفقرات الرئيسة التي ستكتبها من المقال.
- المادة المبتكرة والمميزة:
لا تختر مواضيعك من ضمن المواضيع العامة التي يكثر الكلام فيها، بل ابتكر موضوعا من الموضوعات الجديدة، وأحسن الانتقال بين عناوينه الفرعية، وعليك أن تضع آراء مختصين، كما عليك أن تضيف رأيك الشخصي.
- الاقتباس لتأييد الرأي:
دعم وجهات نظرك بالاقتباس من الآخرين، ويعني الاقتباس الاستشهاد بالآيات القرآنية أو الأحاديث الشريفة أو الأبيات الشعرية أو الحكم والأمثال السائرة.
وتأكد من توثيق الاقتباسات التي تنقلها كذكر اسم السورة ورقم الآية، والإشارة إلى الشاعر الذي قال البيت الشعري، وذكر تخريج الأحاديث وفي أي الكتب وردت وموقفها من حيث الصحة والضعف، وينبغي أن تكون الاقتباسات طبيعية في مكانها؛ فلا تكون قلقة أو عبارة عن مجرد حشو في مكانها.
- اختيار الأسلوب:
عليك أن تنتقي المفردات بعناية، وأن تحافظ على أن يكون الطابع في المقال الأدبي طابعًا شخصيًّا، وليكن أسلوبك ذاتيًّا نابعا من قدراتك اللغوية وحسك الأدبي، وأن تخدم أفكارك الرئيسة في المقال باختيار الألفاظ المناسبة والكلمات الدالة.
- وضع خاتمة للمقال:
كما أن البداية والمقدمة مهمتين لإنجاح أي عمل مكتوب؛ فهناك أيضًا خاتمة يجب مراعاتها؛ فلا هي تقل أهمية عن البداية، وإنما تكون من الأهمية بمكان؛ بحيث ينفق الكاتب بعض الوقت في تنقيتها، وملاءمتها في مكانها، وأن يكون الختام سليمًا.
- الحرص على نقاء المقال من الأخطاء اللغوية:
فكما قال الشاعر: "مَنْ يُحرَمِ الإعراب في النطق اخْتَبَل"؛ أي أصابه الجنون وهو فساد العقل، وخير وسيلة لتلافي وجود أخطاء لغوية في المقال الأدبي هي بإرساله إلى مختصين؛ مثل خدمات التدقيق والمراجعة التي تقدمها شركة بيكسلز سيو؛ فهي ستقضي لك نهائيًّا على أي أخطاء لغوية أو نحوية أو إملائية في المقال الذي ستكتبه.
يتكون المقال الأدبي من ثلاثة عناصر أساسية: (المقدمة وعرض المقال والخاتمة).
المقدمة هي البوابة الرئيسة للمقال، وعن طريقها يدخل الكاتب إلى موضوع المقال الأدبي، ويجب أن تحتوي المقدمة على اللغة الأدبية الموجزة والسهلة، التي تمكن من الانتقال إلى عرض الموضوع في سلاسة وسهولة، وعرض الموضوع ينبغي أن يحتوي على المعلومات الكافية عن القضية موضوع المقال، كما يجب أن يكون وسطًا بين التطويل والاختصار والإطناب والإيجاز، فينتقل القارئ فيه بين فقرات المقال انتقالا سلسًا دون تعقيدات لُغويَّة، ويشعر القارئ بالتسلسل المنطقي للأفكار، كما يفضل أن تكون الخاتمة محتوية على خلاصة الفِكَرِ الرئيسة والفرعية، وأن تكون ملائمة للاقتباس عند الحاجة، وأن تكون – في الجملة – تلخيصًا للمقال الأدبي.